398 - في أمور المال كسبا وإنفاقا
خطبة الجمعة    398 - في أمور المال كسبا وإنفاقا
تاريخ الإضافة : 2012-07-23 09:28:45

نص المادة

إن الحمد لله، اللهم ربنا لك الحمد على ما هديتنا وأوليتنا وأعطيتنا، ولك الحمد ربنا على الإيمان والإسلام والقرآن، ولك الحمد ربنا حتى ترضى، ولك الحمد ربنا إذا رضيت، ولك الحمد ربنا بعد الرضا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله وصفيه وخليله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة ، وجاهد في الله حق جهاده اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

عباد الله! أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وطاعته والإنابة إليه ، وما توفيقي ولا اعتصامي إلا بالله ، عليه توكلت وإليه أنيب ، وهو رب العرش العظيم.

الله جل جلاله يقول:"إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا، لقد أحصاهم وعدهم عدا، وكلهم آتيه يوم القيامة فردا"

أما بعد أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم !!

فما أحوجنا إلى مجموعة من البصائر، تلك التي جاءت بها شريعة الله- عز وجل- وامتلأت بها الحياة ، حيث كانت شريعة الله هي الصائغة، وما أروع الشريعة الصائغة! يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام ، بصائر ما أريد بها أنها تكشف عن العورات بعدما سقطت ورقة التوت عنها، لأنا- والله نشمئز من أصحاب هذه العورات- فكيف من عوراتهم !!! ولكنا حينما نعرضها نتعرف إلى ما ينبغي على هذه الأمة أن تقوم به ، وأن تتفاعل معه ، ما الذي ينبغي على هذه الأمة من حيث الموازين ، كي لا يضللنا المضللون، الموازين التي بها نعرف الصالح من الطالح ، والمسلم من المجرم ! والملتزم التقي من الأفاك الأثيم ! .

يمكن أن ننطلق- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- من حمص !! ويمكن أن ننطلق من" الري" ! ويمكن أن ننطلق نجوب الآفاق الماضية ، لنشهد ذلك المشهد الذي يتكرر اليوم لكن بصورة ممسوخة ، ويمكن أن نتعرف إلى أولئك العمالقة الذين ودعوا هذه الدنيا بأطيب عطر!! كل هذا يمكن- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- العنوان- اليوم-  يتعلق " بنعمة المال " العنوان ضخم ، وإن اقتصر على كلمتين ! لأن مما يشير إليه هذا العنوان أن الإسلام إنما جاء بكل أنظمة تضبط حركة الحياة ، العبادات- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- منها بدنية ، ومنها مالية ، العبادة المالية تتعلق" بالمال " كيف ننظر إلى" نعمة الله " في المال ؟ ما الضوابط التي جاءت بها شريعة الله- عز وجل- ؟ من أجل كسبه ومن أجل إنفاقه ما مدى علاقة ما جاء في شرع الله عز وجل بحرية التملك وما العلاقة بين حرية التملك والحرية التي أعطاها الله عز وجل بالشريعة التي أكرمنا بها للناس قول عمر رضي الله عنه متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً ما زال يجلجل في الآفاق ونستحضره نستعيره هذا كله يمكن أن نتحرك به ولما كانت الساحة واسعة لنا نبضات نرجو الله عز وجل أن يحقق بها المراد.

 سئل أعرابي صاغته شريعة الله عز وجل صياغة بها عرفنا أن السلوكيات إنما هي فروع من شجرة الحقائق الايمانية إذا رأيت المجرم يسلك سلوك المجرمين فهيهات أن تظن به مجرد ظن أنه مسلم، السلوكيات هي ثمرات الحقائق الايمانية وهذا الأعرابي ونحمد الله عز وجل ما تربى في جامعات ولا في مؤسسات وإنما تربى في أحضان هذه الشريعة تربية فطرية سائغة سائقة لذوي العقول أن يشهدوا بعظمة هذه الشريعة البدوي هذا عنده جمال، سئل لمن هذه الجمال؟ قال هي لله عندي، هل هناك جواب أسد من هذا الجواب، المال مال الله هو مالك الملك سبحانه وتعالى "ولله ملك السموات والأرض وهو على كل شيء قدير" "لله ما في السموات وما في الأرض الرحمن على العرش استوى له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى" الله عز وجل هو المالك الأصلي يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام وذلك سيكون نداءاً في عرصات يوم القيامة حينما ينادي المنادي لمن الملك اليوم يسقط كل الملوك الظالمين، يسقط كل الملوك الظالمين يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام الذين افتروا يسقط فرعون حيث قال أنا ربكم الأعلى وقال ما علمت لكم من إله غيري واستشهد على ذلك يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام بأنه يملك مصر من ملكه مصر يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام هو أفاك أفاق.

ولذلك نبضة قرآنية تدلنا على أعماق أعماق المسألة كان فرعون يحشد أنصاره ويفتخر بهم بعدما ادعى أن مصر له أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي، قال ربنا جل جلاله من أجل أن لا يستخفنا الفراعنة الصغار، فاستخف قومه فأطاعوه هو يعتز بالجماهير التي كان يحشدها يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام وما درى وما درت الجماهير أنه من أهل النار وأنهم من أهل النار ما داموا ينصرون الظلم والظالمين، ولو مجرد الركون للظلم والظالمين.

هذا الأعرابي أعطانا الدرس الذي فيه نتعامل مع المال- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- من حيث الحقائق ، التي تقرر بأن المال مال الله، وتقرر أن عطاء الله- عز وجل- لنا المال من أجل الاختبار، وأنا مبتلون بما يعطينا الله- جل جلاله- وأننا محاسبون غداً بين يدي الله- تبارك وتعالى- على المال ، من حيث كسبه ، ومن حيث إنفاقه، أما سمعتم قوله- عليه الصلاة والسلام- يبين أن كل واحد منا غداً يوم القيامة لا تزول قدماه حتى يسأل عن أربع من جملة ما يسأل عنه عن عمره فيما أفناه؟، وعن جسده فيما أبلاه؟، وعن علمه ماذا عمل به؟، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه؟ لا بد من السؤال هذا- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- إذا ما اكتسبه من حرام ، ووظفه في الحرام ، معنى ذلك أن الفساد قد ضرب بأطنابه في الأرض!! .

المال اليوم- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- من المسلمين: من يوظفه بالخير ونحمد الله- عز وجل- على ذلك ، هي بؤر نور في هذا الوجود، ومنهم: من يوظف المال من أجل شراء الأصوات الجاحدة الملحدة الكافرة المجرمة!! يوظف المال من أجل أن يدعم طغيانه! يوظف المال من أجل أن يستأجر شهود الزور! يوظف المال من أجل أن يجيش الجيوش من أجل سفك دماء المسلمين !! .

وههنا نستحضر حمص زيارة خاطفة يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام وكانت في رحاب حياة الصحابة في الجزء الثاني من حياة الصحابة وهو كتاب عظيم النفع عظيم الفائدة وقفنا على عنوان سعيد بن عامر كان أميراً على حمص وأنا لا أتحدث عن التاريخ من حيث هو التاريخ بل نستحضر سعيد بن عامر من أجل أن نتبين الفروق بين المسلم والمجرم بين التقي والشقي من أجل أن نستحضر الفروق يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام بين من صاغته حقائق شريعة الله تبارك وتعالى ومن صاغته شهواته وأمعائه ومعدته وعصاراتها، هناك أناس تفوح منهم عصارات المعدة، هناك أناس إنما ينشرون روائح كريهة هي روائح الشهوات الضاربة في أعماق أعمقهم، شهوات الملك، شهوات المال.

أما سمعتم بعتبة بن ربيعة لما جاء إلى حضرة المصطفى- عليه الصلاة والسلام- يعرض عليه المطامح التي تطمح إليها الجاهلية في الماضي والحاضر! أجل إذا كان هناك سطو على الأموال وابتزاز لها وسرقتها ، فالجاهلية إنما أقصى مطامحها أن تجمع الأموال وتكدسها ، لأنها تظن بأن قيمة الإنسان بما يملك، وما عرفت أن قيمة الإنسان بما يعلم ويعمل 1 قيمة الإنسان بسلوكه- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- لا بخزائنه، ماذا نفعت قارون خزائنه؟ أما قال ربنا- جل جلاله- : "فخسفنا به وبداره الأرض" عرض عتبة على الحبيب- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- بعد ما بين وجهة نظر الجاهلية في الدعوة إلى الله- جل جلاله- حيث رأى الجاهليون- واليوم هم يرون كذلك- أن الإسلام إنما سفه الأحلام ، وفرق الجماعة ، وعاب الألهة، صحيح إنه عاب الأصنام يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام!! وصحيح أنه سفه الأحلام ، لكن ماهذه التي سفهها ؟؟ أجل : أي أحلام هذه ؟؟ تلك التي تركع وتسجد لصنم من حجارة! وليس دون ذلك من يركع لرجل !يركع لبشر تلجئه ضرورته إلى المراحيض ! رائحتهم منتنة خارج المرحاض! فكيف بها داخل المرحاض؟؟ صحيح أن الإسلام سفه الأحلام!! تلك التي كانت تصنع من التمر إلهاً تتمسح به ، ثم تأكله لتخرجه بعد ذلك كما تعلمون، أي أحلام هذه تريد الجاهلية أن يحترمها الحق ؟؟؟! حجارة تعمل الفؤوس في رؤوسها ، فإذا بها تنصب ، وإذا بها تعظم، كذلك الذين يركبون عضلات وهمية فوق أيديهم الخيطان! وينسبون لأنفسهم البطولات ! هم أصنام معاصرة كتلك التي أقامها الجاهليون في الماضي ! ، لكن في هذه الدماء الفاسدة تجري في عروقهم، بعد أن بين عتبة المفاوض فهم الجاهلية للإسلام ، إذا به يقول: إن كنت قد جئت بما جئت به تريد مالاً جمعنا لك من أموالنا ، حتى تكون أغنانا ؟ وإن كنت تريد شرفاً سودناك علينا حتى لا نقطع أمراً دونك ، وإن كنت تريد ملكاً ملكناك علينا ؟ وإن كان هذا الذي يأتيك رئيا ، وربما غلب التابع على متبوعه ، طلبنا لك الطب ، وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه ، أو نعذر فيك ؟؟؟ أتلاحظون أن الشهوات إذا ما ضممنا لها النساء إن كنت تريد نساءً زوجناك أجمل نسائنا ، هذه هي نفسها اليوم ما تغيرت!! أولئك الذين يسطون على الأعراض- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- عقولهم في حيواناتهم المنوية!! والذين يبتزون الناس ، ويأخذون أموالهم ، ويكدسونها بأيديهم عبر أرصدة وغير أرصدة!! هؤلاء جاهليون ، وإذا لم نفرق بين الجاهلية في السلوك والإسلام في السلوك ، معنى ذلك أننا في طامة كبرى . ولعل البصائر التي امتلأت بها سيرة السلف الصالح كفيلة بأن توقظ النيام منا ، وأن تزرع من خلا قلبه من هذه الحقائق أن تزرع هذه الحقائق في قاع قلبه الخالي.

أمة محمد عليه الصلاة والسلام ! جاء وفد من حمص إلى المدينة المنورة يشكون من سعيد بن عامر!! حنانيكم يا أهل حمص ! أنتم شكوتم منه ، ما الذي تشكونه ؟  قالوا : إنه لا يخرج إلينا إلا ضحوة من النهار!! ما بالكم إذا كان لا يخرج- ونحمد الله على ذلك-  إلا كل ستة أشهر، أو كل سنة ؟؟ وما الثانية؟ الثانية: أنه لا يجيب أحداً أتاه بليل !! والثالثة ؟ الثالثة- يا أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- أن سعيداً كان يحتجب عنهم يوماً في الشهر! والرابعة؟ الرابعة أن غنظة تأخذه بين الأيام !! الغنظة كرب يمس المنغوظ ! والكلمة صعبة، الغنظة: كرب شديد يوحي بأن المنغوظ يموت موتة، الغنظة الموتة،كأن يموت ثم يحيا، عمرالفاروق ! ما أمر سعيد على حمص إلا بعد أن حقق فيه فراسة ! وبعد أن استشار! وبعد أن استخار فتوجه إلى الله- جل جلاله- وقال لما سمع الشكوى : اللهم لا تفيل فيه رأيي ، ويستدعى سعيد بن عامر، هذا هو الحكم الإسلامي- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- على أمير المؤمنين إذا شعر بأن شكوى ما تصدر من الناس ، فعليه أن يسارع لمعرفة حقيقة هذه الشكوى ، فإن كان- ثمة- خللاً وجب عليه أن يسارع في إصلاحه. لم يعدهم عمرالفاروق الخليفة الراشد عشر سنين ، أو خمس عشرة سنة ، أو أربعين سنة!! وأنا أؤكد الآن على كلمة" السنة " لأنها في اللغة تعني الشدة والكرب ، بخلاف العام ، كما هو معلوم لغة، وإنما استدعى سعيداً ، وجاء سعيد ، فعرض سعيداً على القوم ،على وفد حمص !! وقال لهم: ما شكواكم ؟ وأعادوا الشكوى، أجب يا سعيد! أما الأولى- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- فقد قال سعيدفيها : إني لأكره أن أذكرها ، ولكنه مضطر أن يذكرها الآن ، ما كان يبتغي أن يفتح بها سجلاً للأمجاد!! ولو أراد ذلك لفعل ، ولامتلأ سجله بالأمجاد، بخلاف أولئك الطغاة الذين ملؤوا سجلاتهم بالمباعر، ويزعمون أنها مفاخر!! هزائم وراء هزائم ، ظلم بعد ظلم ، أعماق من الفساد بعد أعماق، فلح المجتمع فلحاً بالشرور، وامتلأ بالآثام ، وأطال الآذان، فإذا بالأخ يتجسس على أخيه! وبالولد يتجسس على أبيه !! ما فعلها سعيد والله ، وما خطرت له ببال !! وإنما قال: ليس عند أهلي خادم ، وأنا مضطر أن أعجن العجين ، وأنتظر حتى يختمر، ثم أخبز، ثم أتوضأ ، وأخرج إليهم، أي مشكلة في هذا.

؟؟ أما الثانية لم لا تجب أحداً بالليل ؟ قال: لأني جعلت النهار لهم ، والليل لله- عز وجل- ألسنا قد نجحنا في استضافة سعيد- رضي الله عنه- ؟ أليس من الشرف لنا أن نحضر بين يديه لنستمع إلى مواقفه ، ونحن بأمس الحاجة إلى هذا الاستماع.؟!! أما الثالثة- ولا أريد أن أذكرها- لكن مضطر: ليس لدي إلا ثوب واحد!! وأنا مضطر أن أغسله في الشهر مرة ،فكان يغسل ثوبه ، وينتظر، حتى يجف ، ثم يخرج إليهم ، وأما الغنظة- وهنا محط الشاهد- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام! لو أن سعيداً أتانا اليوم ورأى ذرة مما يقع لمات ، ولم يمسه كرب ، مجرد كرب، لماذا؟ أهذا افتئات عليه؟ لا والله- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- أما يسمع سعيد اليوم الأخبار؟؟ ما أدري والله! وما أستطيع أن أفتئت على الغيب، لأن هذا من الغيب ، ولكن سعيداً لما ذكر الغنظة ، أو ذكرت له ، قال يا أمير المؤمنين: كنت في مكة المكرمة يوم قتل خبيب بن عدي!! كان سعيد وقتها على الشرك ، ووقف خبيب قبل الصلب ، فسألوه: نناشدك الله، أما تحب أن تكون في أهلك وولدك ، ومكانك محمد- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- قال: والله الذي لا إله إلا هو! ما أحب أن أكون في أهلي وولدي وتصيب رسول الله شوكة!! بضع جلده، ومزق لحمه، هذا فعل الأشرار في كل زمان ومكان- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- يفعل الأشرار ذلك من أجل أن يخيفوا أولئك الذين ينظرون إلى جرائمهم !! بَضعوا لحمه ، وقطعوه  يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام! وهو يقول: اللهم أحصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تغادر منهم أحدا، فانبطح الأكثر على الأرض خوفاً من دعوته، يقول يا أمير المؤمنين! كنت على الشرك وقتها، لا أؤمن بالله- جل جلاله- ومع ذلك حين أستذكرذلك ، أظن ظناً غالباً أن الله لا يغفر لي ذنبي ، وأظن ظناً غالباً أنه سيحاسبني لما تخليت عن عبد من عباد الله ، وهو خبيب بن عدي- رضي الله تبارك وتعالى عنه-.

أما قلت- يا أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- أن التاريخ ممتلئ بسيرة السلف الصالح عطرة ، وأننا بحاجة ماسة إلى أن نتعرف إلى موقف ليس فيه عبادة المال، المال عبده بنو إسرائيل إذ حولوا الذهب إلى عجل يعبد!! السامري قصته ذكرت في كتاب الله- تبارك وتعالى- حيث صاغ لهم " عجلاً جسداً له خوار" وقال : " هذا إلهكم وإله موسى فنسي " !! ألا ترون معي بأنهم عباد الذهب ، ولا يزالون يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام !! أما سمعنا بقارون الذي ذكرنا طرفاً من سيرته القارونية ، أما نهاه قومه عن الإفساد في الأرض بسبب تلك الثروات التي كان يوظفها في الفساد ، فقالوا له "وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض" يفهم من هذا أن كثرة المال بيد الطغاة إنما هي مفسدة أفظع مفسدة !! هذا الذي حدا بموسى- عليه الصلاة والسلام- أن يسأل الله- تبارك وتعالى- أن يطمس على أموال فرعون وملئه ، وأن يشدد على قلوبهم " فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب " قال الكليم : " ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالاً في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك" اللام- هنا- لام الصيرورة،وقد جاء في الحديث : " نعم المال الصالح لدى الرجل الصالح " ومن هنا قال العلماء: المال وسيلة في شرع الله- عز وجل- المال ليس غاية!! من جعل المال غاية أفسد في الأرض، وعربد، هو وسيلة فحسب ، به نتقرب إلى الله- عز وجل- ولذلك قال العلماء: الوسيلة تمدح أو تذم بحسب ما تفضي إليه ، كالسلاح تماماً! السلاح بيد المجرم يعني: سفكاً للدماء ، وترويعاً للآمنين ، والسلاح بيد الجندي الحر الأبي هو سلاح يحمي الديار، ويحفظ الأعراض ، ويصونها!! السلاح يمدح ويذم بحسب استعماله، قد يكون سلاحاً آثماً ، وقد يكون سلاحاً تقياً ، ولعل قوله- عليه الصلاة والسلام- " استلم الراية سيف من سيوف الله " إذا كان سيفاً من سيوف الله فهو محمود- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام-

وأما إذا كان سيفاً بيد أحفاد أبي جهل ، بيد أحفاد عقبة بن أبي معيط ، بيد أولئك السفاحين الذين كإنما هم مع الطغاة الغابرين ، نسل بعضه أسوأ من بعض !! من هنا وجدنا أنفسنا- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- أمام قاضي الري ، حيث رفعت امرأة دعوى على زوجها ، تدعي أن صداقها- ومقداره خمسمئة دينار- لم يعطها إياه ، الدعوى : المدعية فلانة ، المطلوب: لها على زوجها الصداق ، حيث لم يعطها صداقها ، وهو حقها الثابت ،أجل : ما أعطاها الصداق! كم مقداره؟ خمسمئة دينار، واستدعي الزوج ، سئل فأنكر، ما السبيل ؟ الشهود ، وأحضر الشهود- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- هذه الواقعة سجلت في سجل المكارم سنة ست وثمانين أو عام ست وثمانين ومئتين للهجرة ، لما حضر الزوج وجاء الشهود ، طلب الشهود كي يشهدوا أن تكشف المرأة عن وجهها! وهذا حق لهم ، وقد أباحت شريعة الله- عز وجل- كشف الوجه في مثل هذه المواطن ، سمع الزوج ما طلب الشهود ، لتكشف المدعية عن وجهها لنراه ، كي نشهد شهادة على مثل الشمس ، ولما سمع الزوج ذلك قال: أيها القاضي! إن لها بذمتي الصداق ، ولا تكشف عن وجهها ! سمعت الزوجة ذلك، وعرفت أن زوجها إنما أراد يصونها ، فقالت: وأنا  أبرئ ذمته من صداقي في الدنيا وفي الآخرة ، فقال القاضي: سجلوا هذه القضية في سجل المكارم.

إذا ما جئنا لنتعرف إلى تلك السياقة الرائعة التي نحن في أمس الحاجة إلى الوقوف أمام مرآتها الصقيلة، مرآة صافية صقيلة مستوية ، لا مكبرة ولا مصغرة ، والمرايا اليوم كثيرة- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- في هذه الأمة ، إذا وقفت أمام مرآة محدودبة ، أو إذا وقفت أمام مرآة مقعرة ،  من النوع الذي يشوه الوجه ، رأيت وجهك على غير حقيقته ،أما هذه المرآة- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- فقد صاغتها شريعة الله- تبارك وتعالى- ومن أولويات ما صيغت به أنها علمت يقيناً بلقاء الله- جل جلاله- وأنها معروضة على الله- جل جلاله- واستحضرت قول الله- عز وجل- "ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا" نحن مسؤولون- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- عن ما أعطانا الله- عز وجل- إياه من نعم ! وبخاصة الأموال ، لأن الحديث إنما هو في دائرة الأموال ، وقد قال ربنا- جل جلاله- يبين حقيقة رائعة إيمانية : "... وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه " فأنت- على هذا-  مستخلف عن الله فيما وضع في كفيك من أموال ، ومن هنا على كل مكلف علم أنه مستخلف من الله- عز وجل- على المال الذي وضعه في كفيه ألا يعمل إلا بما وجه إليه الأصيل المالك ، أنت وكيل عن الله- عز وجل- ههنا ، إذا أعطاك ليختبرك ، وعليك أن تضبط حركتك المالية كما جاء به شرع الله- عز وجل- هناك كسب آثم حرام!! وهناك كسب حلال!! شهادة الزور من قبض عليها كان يقبض على الجمر!! النجش ، وهو صورة من صور البيوع الفاسدة ، الغرر عقود ربما تقوم على الغرر، الربا السرقة الاغتصاب!! كلها من الكسب الحرام- والعياذ بالله تبارك وتعالى- وإذا كانت هناك ميادين إنما أغلقت أبوابها شريعة الله- عز وجل- لا يجوز لمسلم آمن بالله- عز وجل- وبالرسول- عليه الصلاة والسلام- والتزم منهج الله- تبارك وتعالى- في التطبيق أن يلج هذه الأبواب ، وهناك ميادين فسيحة واسعة للكسب الحلال- يا أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- .

استحضرت هذه المرآة الصافية الصقيلة أنها قد أوكل إليها أمر سياسة هذه الأمة ، علمت هذا علم اليقين ، امتلأت الجوانح بأنوار النبوة ، حيث إنه قد أخذ عن الرسول- عليه الصلاة والسلام- شيئاً كثيراً من أحاديثه- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- وسيرة الصحابة الكرام ،وقد كان في سياقة المرض الذي توفي فيه ، دخل عليه أحد أقاربه" مسلمة بن عبد الملك " سلم ، ثم قال: يا أمير المؤمنين! إنك فطمت أفواه أولادك عن هذا المال، وتركتهم عالة!! ما درى مسلمة أن عمر بن عبدالعزيز له أرصدة في سويسرا يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام!!! وما درى مسلمة أن عمر بن عبد العزيز له شركات كثيرة سجلت بغير اسمه ليأمن عليها من المصادرة حين يحاسب على ما نهب !! لا والله ، لا يفهم عمر بن عبد العزيزهذا الذي نقول ، وما خطر بباله ، وأنا ما قلت هذا من أجل أن يوقفني غداً بين يديه، فيقول: كيف افتأت علي!  وزعمت أن لي أرصدة؟؟ أأنا كان لي أرصدة ، مسلمة يقول الحق- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- الحق بمعنى الواقع،حين قال : يا أمير المؤمنين! لقد فطمت أفواه أولادك عن هذا المال ، وتركتهم عالة ، فإن شئت أن توصي لي لأدبر شؤونهم ، وأنا لا أضيع الوصية ، أو أن توصي إلى أحد من أقاربك المقربين من أهلك ، توصيه بهم ، وانتهى مسلمة من العرض ، بعد ما نعى على عمر بن عبد العزيز أن فطم أفواه أولاده عن المال الذي بيديه ، أتدرون ماذا كان يحكم عمر بن عبد العزيز؟؟؟ مشارق الأرض ومغاربها !! أتدرون أنه في زمنه لم يكن هناك من يأخذ الزكاة ؟؟؟ لأن الله أغنى الناس جميعاً ، أتصدقون أن التاريخ شهد أن المجتمع الإسلامي في مشارق الأرض ومغاربها لم يبق فيه فقير ولا مسكين ، وفي الوقت نفسه قال مسلمة لهذا الحاكم الراشد : تركتهم عالة!! قال عمر يا مسلمة! أتخوفني بالله عز وجل؟ وتسألني أن أوصي ... أما قولك أن أوصي، فإني قد أوصيت بهم الله- جل جلاله-" الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين " أبنائي بين رجلين، بين رجل صالح ، فالله يرزقه من حيث لا يحتسب ، ورجل طالح ما كنت لأعينه على معصية الله- جل جلاله- وأما الثانية فاستدعى أبناءه ، هم اثنا عشر ولداً، حضروا بين يديه! صعد بصره فيهم ، وخفضه ، واغرورقت عيناه بالدموع ، وودعهم: يا بني! إن أباكم قد رأى رأياً أعرضه عليكم ، إنه خير نفسه بين أن تغتنوا من هذا المال ، ويدخل أبوكم النار! وبين أن تفتقروا فلا تدخلون ولا يدخل أبوكم النار! فاختار أن تفتقروا ، وإذا ما تابعنا التاريخ وجدنا أنه ليس  ولد من أولاد عمر بن عبد العزيز إلا وأثراه الله- جل جلاله- .

قضية المال- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- من أين تكتسبه؟ إذا حال الحول، وأمرت المحاسبين أن يرصدوا حركة السنة المالية! عليك ألا تنظر إلى مجرد ضخامة الأرباح، وإنما عليك أن تدقق ، قال العلماء: من اشترى ثوباً من حرام ، فصلى به ، فصلاته لا تقبل ، ومن أنبت خلايا بدنه وأبدان أولاده وذريته الذين يعولهم من غذى أجسادهم بالحرام ، فمصيرهم إلى النار،إذا عرفوا ذلك ولم ينكروا ، ذلك أن كل جسد نبت من سحم فالنار أولى به ، أو كما قال- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- المال وسيلة، المال مال الله، الله- عز وجل- هو المالك الحقيقي للمال، المال بين أيدينا لا بد من أن نتركه يوماً ، ونرحل عنه! أولئك الذين يكدسون الأموال دونما نظر إلى حلال أو حرام ، ودونما دقة في الحساب ، هؤلاء ربما اختنقوا في خزائنهم.

يحكى أن رجلاً قد صنع خزانة حديدية ، لا تفتح إلا بالطلاسم والأسرار، وكان يفتقد ماله ليركع بين يديه ويسجد له!! دخل مرة ، فأغلق الباب في غفلة منه، فإذا به لا يتمكن من إخبار من في خارج الخزانة ، وهولا يقدر على أن يفتح الخزانة من الداخل ، يوماً يومين ثلاثة أيام ، قل ما شئت ، فإذا به يتحول إلى جيفة!! أين بين أكداس أمواله !! لماذا لم يأكل من المال المكدس ؟؟؟ لماذا لم يشرب من هذا المال؟؟ لماذا لم يتنفس المال ، وانظر لمن ملك الدنيا بأجمعها... هل راح منها بغير القطن والكفن ... لا شيء مما ترى تبقى بشاشته... يبقى الإله ويفنى المال والولد... لم تغني عن هرمز يوماً خزائنه... والخلد قد حاولت عاد فما خلدوا.

نبهني الله وإياكم من رقدة الغافلين ، وحشرني وإياكم في زمرة عباده المتقين ، فاستغفروه فيا فوز المستغفرين

الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله وصفيه وخليله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة وجاهد في الله حق جهاده اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

عباد الله! أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وطاعته والإنابة  إليه ، فقد قال لنا "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون"

أما بعد أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم!

حيث إن المال يأتي عبر الكسب ، وحيث إن الكسب إنما هو لون من ألوان الضرب فوق هذه الأرض ن فإن الله جل جلاله قد أعلمنا بحقيقة من الحقائق الكونية ن فقال : "هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور" إذا ما وضع الله- عز وجل- في يدك مالاً ، سواء كان من أجور لوظيفة ، أو أجراً لعمل ، أو ربحاً عن مشاركة مضاربة ، أو قل ما شئت ، إذا وضع الله- عز وجل- في يدك المال ، فاعلم أن المال مال الله، وأنك محاسب بين يدي الله- عز وجل- على هذا! والمال إما أن ترقى به ارتقاءً ، ارتقى إليه مثل الصديق ، حيث دعا- عليه الصلاة والسلام- إلى الانفاق في سبيل الله ، فأتى الصديق بمالن فسأله- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- ماذا أبقيت يا أبا بكر لأهلك؟؟ قال: أبقيت الله ورسوله، من أين تعلمت- يا أيها الصديق- هذا البذل والعطاء؟؟ سيدنا- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- هو المعلم الذي علم الصحابة- رضي الله عنهم- الانفاق ،إذ كان ينفق إنفاق من لا يخشى الفقر! كما شهد بذلك الصحابة ، وشهد به كذلك أعداؤه- عليه الصلاة والسلام- !.

جاءت امرأة يوماً ببردة نسجتها له- عليه الصلاة والسلام- قدمتها له هدية ، وكان بحاجة إليها ن لبسها- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- خرج إلى الناس ، رآه واحد من الصحابة ، قال: يا رسول الله! ما أحسنها ما أجملها!! أعطنيها ، قال: نعم ، دخل فخلعها وأعطاه إياها ، ومضى- عليه الصلاة والسلام- لام الصحابة ذلك الصحابي ، وقالوا: أما تعلم أنه ما يرد سائلاً،  ما يقول لا- عليه الصلاة والسلام- إذا طلب منه شيء!! ثم إنه محتاج إليها، قال: أما والله! ما قصدت إلا أن أتبارك بها بعدما لبسها- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- ولأجعلها كفناً لي !! وتقول السيرة إنه قد كفن بها فعلاً- رضي الله تبارك وتعالى عنه- وجاء عمر- رضي الله عنه- كذلك بمال ، وسأله- عليه الصلاة والسلام- : ما أبقيت لأهلك؟؟ قال أبقيت نصفه، يا رسول الله! وقد قال العلماء لك أن تبذل ما استطعت إلى ذلك سبيلا، ولا تستقل درهماً واحداً تنفقه في سبيل الله- عز وجل- خاصة إذا ما علمت أن سعيد بن عامر إنما بعث إليه عمر- رضي الله تبارك وتعالى عنه- بألف دينار، وزغردت امراته ، لا هي لم تزغرد، لكني أنا قلت: زغردت زوجته ، هي فرحت أيما فرح ، وحمدت الله- تبارك وتعالى- قالتك الحمد لله الذي أغنانا عن خدمتك!!! وتسأل زوجها أن يشتري لهم خادما ،ً تسأل زوجها أن يغير عفش البيت!! لا لا لا أبداً ، سألت زوجها أن يشتري خادماً من أجل أن يخدمهم ، وطعاماً ، لأنهم بحاجة للطعام ، فقال سعيد: هل لك في خير من ذلك!! عجيب أمرك يا سعيد! هل لك في خير من ذلك؟ قالت: وما ذاك؟ قال نعطيه لواحد يضمنه لنا ، ويتاجر لنا به ، فنربح ونأكل من ربحه؟؟ قالت: إذا كان ذلك فنعم، وقفت زوجته ، واستدعى واحداً من أقاربه الخلص الثقات، وقسم المال ألف الدينار إلى أقسام ، ووزعه في صرر، ثم قال: خذ هذه إلى أرملة آل فلان، إلى يتامى آل فلان، إلى منكوبي آل فلان، لكنه سامحه الله ما أرسل إلى منكوبي عصرنا في حمص شيئاً- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- .

أكثروا من الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فإن الله تبارك وتعالى قد صلى عليه في محكم كتابه بقوله "إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً"، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد وارض اللهم عن الصحابة الخلفاء السادة الحنفاء سادتنا وموالينا أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.

اللهم ربنا اجعلنا هادين مهدين لا ضالين ولا مضلين سلماً لأوليائك وحرباً على أعدائك نحب بحبك من أطاعك ونعادي بعداوتك من خالف أمرك. اللهم ربنا اقسم لنا من خشيتك ما تحول به  بيننا وبين معصيتك

اللهم ربنا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والسلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار لا تجعل لنا ذنباً إلا غفرته ولا هماً إلا فرجته ولا غماً إلا كشفته ولا كرباً إلا كشفته ولا كرباً إلا كشفته ولا كرباً إلا كشفته ولا كرباً إلا كشفته ولا كرباً إلا كشفته ولا مريضاً إلا شفيته برحمتك يا أرحم الراحمين ولا سجيناً في سبيلك إلا أطلقته ولا سجيناً في سبيلك إلا أطلقته ولا سجيناً في سبيلك إلا أطلقته ولا سجيناً في سبيلك إلا أطلقته ولا عدو لهذه الأمة إلا قصمته اللهم ربنا اكفينا هم العدى ولقيهم الردى واجعلهم لكل حبيب فدى اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا.

اغفر اللهم لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولمن حضر معنا ولمن غاب عنا منا واغفر اللهم لمنشئ هذا المكان المبارك ولمن أعان فيه بخير ابتغاء وجهك الكريم آمين والحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ، وأقم الصلاة.