405 - مريض يعاد في مرضه وآخر يعادى
خطبة الجمعة    405 - مريض يعاد في مرضه وآخر يعادى
تاريخ الإضافة : 2012-07-23 09:28:45

نص المادة

الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله نحمده ونستعين به ونستهديه ونسترشده ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله وصفيه وخليله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة وجاهد في الله حق جهاده اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

عباد الله ! أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وطاعته والإنابة إليه وما توفيقي ولا اعتصامي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب وهو رب العرش العظيم.

الله جل جلاله يقول:" يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد "

أما بعد أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم !

فإنا أمام مجال تشريع يتناول العلاقات الاجتماعية بين الأفراد إذ دعتنا شريعة الله تبارك وتعالى إلى عيادة المرضى، وقد وعدت شريعة الله عز وجل على عيادة المريض بوعود رائعة ولعل منها ما جاء في الحديث القدسي الذي يقول فيه الله تبارك وتعالى يوم القيامة لعبد من عباده " مرضت فلم تعدني! قال: وكيف تمرض وأنت رب العالمين ؟! قال مرض عبدي فلان فلم تعده، ولو عدته لوجدتني عنده "

إضافة إلى ما جاء  من أن من يعود المريض إنما يخوض  في الرحمات حتى إذا ما جالس المريض غرق فيها ، أو كما جاء عنه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، فهل الحديث اليوم عن المرض يا ترى؟ أجل، ولكن بصورة أخرى

إذا كانت شريعة الله قد دعتنا إلى أن نعود المرضى، فقد دعتنا أيضاً محذرة إيانا أن نقترب من بعض المرضى يقول الله جل جلاله يحذر الأمة من فئة حاضرة في المجتمع، المجتمع الإنساني كله يتكون من ثلاثة أقسام القسم الأول كافر ظاهراً وباطناً، والقسم الثاني مؤمن ظاهراً وباطناً، والقسم الثالث الذي حذرتنا شريعة الله عز وجل منهم هم الذين آمنوا ظاهراً وامتلأت جوانحهم كفراً باطناً أما قال فيهم ربنا جل جلاله "أولئك هم العدو فاحذرهم" قال العلماء هذا يسمى أسلوب حصر، لا على أنهم هم الأعداء وحدهم وإنما إذا كانت معاداة من عادى الله ورسوله قد جاءت بها شريعة الله عز وجل ، قال- تعالى - " لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله " إذا كانت شريعة الله عز وجل قد حذرت من أحابيل من كفر بالله ورسوله وصدعن سبيل الله عزوجل وشباكه ، فإن الذين هم أخطر من هؤلاء الكفار الذين عالنوا بكفرهم " المنافقون "

النفاق مرض يا أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ولكنه خطير وشرير! الشك والريبة فيما يتعلق بالحقائق الايمانية هو مرض المنافقين ، هناك مرض آخر يضم إلى هذا المرض وهو مرض الشهوة الآثمة قال- تعالى- يحذرالمؤمنات منه " فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض " أي ينبغي على المرأة إذا ما خاطبت الرجال محتاجة لذلك عليها ألا تكسر في صوتها لئلا يطمع فيها من كان في قلبه شهوة آثمة والآيات الأولى يا أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم من سورة البقرة ثلاث منها تناولت أهل الإيمان ظاهراً وباطناً وبينت بعضاً من تلك الحقائق التي استقرت في قلوبهم وجاءت آيتان اثنتان تتناولان الكفار الذين كفروا ظاهراً وباطناً ثم إذا بالآيات ، وهي- يا أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- بضع عشرة آية تتناول النفاق فلم يا ترى ثلاث آيات في الايمان والمؤمنين ، وآيتان في الكفار والكافرين وبضع عشرة آية في المنافقين ؟ ألا يدل هذا الكم من الآيات على أن ثمة خطراً من النفاق يا أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم يجب على الأمة أن تحذر منه كل الحذر ثم هل تركت الشريعة أمر المنافقين على عواهنه لتذهب الأهواء حيثما تذهب ، لتجعل: هذا من المنافقين ! وهذا من غير المنافقين ! لا يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام

سنعرض ولو باختصار بعض الملامح التي جاءت تفضح النفاق والمنافقين تفضحهم في سلوكياتهم تفضحهم في أقوالهم تفضحهم في مواقفهم ومن هذه المواقف التي فضحها شرع الله عز وجل أن المنافقين يتعاقدون تعاقداً عميقاً مع الطواغيت مع زعماء يهود ومع ذلك يعلنون أنهم من المسلمين وهذا جاءت به آيات القرآن الكريم يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام جهلاً علينا وجبناً عن عدونا لبئست الخلتان الجهل والجبن، هم أجفل من نعامة ربداء هم في حالة الشدة يفرون " لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدخلاً لولوا إليه وهم يجمحون " هم يفتون في عضد هذه الأمة ويخذلونها

أجل يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام هذه سنعود إليها لنبسط القول فيها لخطورة القول فيها ثم نأتي إلى آيات تطوى بها هذه الدنيا ثم تنشر الآخرة وما أسرع ما تطوى الدنيا ، وما تنشرالآخرة ! كأنك بالدنيا ولم تكن وبالآخرة ولم تزل هناك سترون يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام حال المنافقين والمنافقات، أجل هناك منافقات وهناك منافقون وسنجد أنفسنا أمام تفصيل عجيب دقيق رائع جاءت به الآيات القرآنية تبين لنا تلك الآفات التي حلت في هذه الصدور صدور المنافقين، لم كل هذا؟ من أجل أن نحذر يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام، نحذر من ماذا؟ نحذر أن تكون فينا من صفات المنافقين، ونحذر من المنافقين أنفسهم إذا ما رأينا أنفسنا أننا قد تبرأنا من أخلاقياتهم أما جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه بين بعض خصال المنافقين فقال : " إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان " أما قال عليه الصلاة والسلام " وإذا خاصم فجر" يقتل ثم يقول القاتل للقاتل الآخر : إن إكرام الميت حرقه

أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم !

رفيع بن مهران التقى أبا بكر الصديق في أواخر أيام الصديق وأكرمه الله تبارك وتعالى بصحبة الفاروق هو من التابعين وأنتم على خبر أن التابعي هو الذي التقى الصحابة ولم يلتق المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، بعض ملامح شخصية رفيع كان يتوضأ يقول أحد أصحابه نظرت إليه والماء يقطر من وجهه ويديه وقد تألقت أعضاؤه، أعضاء الوضوء كأنما النور الذي أخبر عنه الرسول عليه الصلاة والسلام أن الوضوء هو وضوء يأتي أنواراً يوم القيامة المتوضئون في هذه الدنيا هم الغر المحجلون  يوم القيامة ، قلت يا أبا العالية ويكنى بأبي العالية "إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين" قال لي : يا فلان ليس المتطهرون الذين يتطهرون بالماء من درن الأجساد إنما المتطهرون الذين يتطهرون بالتقوى من الذنوب ذلك أن القلوب إذا مرضت بالنفاق وغيره من الأمراض خرجت عن أداء وظيفتها التي خلقت من أجل أن تؤديها أما إذا ما تطهرت، وبم تتطهر؟ بالتقوى وما لب التقوى، مراقبة الله جل جلاله، هل المنافق يا ترى يراقب الله تبارك وتعالى "وإذا رأوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون * الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون " قال عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم لما سئل أي الناس أفضل؟ قال : " كل مخموم القلب، صدوق اللسان ، قلنا يا رسول الله صدوق اللسان عرفناه، فمن مخموم القلب؟ ولا تنس هنا أن المخموم النظيف، فإذا به عليه الصلاة والسلام يوظف هذه الصيغة ليبين حال قلب من القلوب التي يحبها الله جل جلاله مخموم القلب قال : هو التقي النقي فلا إثم ولا بغي ولا غل ولا حسد " هذا هو مخموم القلب يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام

ويقول ابن القيم الجوزية رحمه الله تبارك وتعالى القلوب ثلاثة ، هذا نوع من أنواع التقسيم تقسيم القلوب وحينما نذكر ذلك إنما نريد به أن نتعرف، ترى من أي هذه الأقسام قلبي؟ الأول قلب قاس، والثاني قلب مائع، والثالث قلب رقيق، أما القاسي فهو اليابس القلب الذي أخبر الله عز وجل عنه بالويل،" فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله " قال العلماء أذكر الله يقسي القلب ؟؟ لا، قال " من ذكر الله " ليبين أن ذكر الله لا يقسي قلوبهم ، ولكن إذا كانت المادة الرائعة التي تلين القلوب "ألا بذكر الله تطمئن القلوب " تقسيها تقسي تلك القلوب القاسية، فبم تلين هذه القلوب يا ترى؟ تلين اسمعوا ماذا يقول الله عز وجل " يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نوراً فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار"

الحديد تصهره النار قلوب قاسية  قال بها ربنا جل جلاله " ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون " هذه قلوب يهود يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام ولا نتعجب ههنا من قسوة قلوب المنافقين في القرن الحادي والعشرين لأنهم ما زالوا إخواناً ليهود، "وإذا خلوا إلى شياطينهم " نرجع إلى التفسير حيث أعمال يهود بالمدينة المنورة رأس النفاق عبد الله بن أبي بن سلول ذلك الذي فعل وفعل للإسلام والدعوة الإسلامية

أما المائع فهو القلب الرخو الذي لا يمنع منكراً ولا يعرف معروفاً فهو منبطح كالماء المنبطح على وجه الأرض

أما القلب الرقيق فهو الذي كان شفافاً صافياً صلباً أيضاً، ذلك أنه قد جاء في الأثر:    " القلوب آنية الله في أرضه وأحبها إلى الله أرقها وأصدقها وأصفاها " أما أرقها فهو القلب الذي يلين لكوارث تقع في المجتمعات، أما أرقها فهي القلوب التي تتفاعل معها حركات هذا الكون هي التي تعطف على البائس والمحروم والمظلوم والمهضوم والمضطهد والمطارد والمقهور والمحبوس هي قلوب رقيقة ليست قلوباً جاسية

أما الصلب فأنت تجمع بين الرقة والصلابة أن القلب الصلب ههنا أو الصلب إنما هو القلب الذي يقف لينصر الحق يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام لا يرتجف له جفن على الإطلاق بل هو شامخ عملاق يقف في وجه الكوارث التي تتأتى من الفجار الكفار يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام

وأما الأصفى فلأنها ترى الحق وترى الباطل، ترى الحق فتقره ترى الحسن فتحسنه وترى الباطل فتضحده وتقاومه والقبيح فتقبحه. 

النكتة يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام في أن المنافقين يوم القيامة يقولون " انظرونا نقتبس من نوركم " إذن يؤتي الله الذين آمنوا نوراً يوم القيامة ، ماذا يفعل الله عز وجل بالمنافقين يوم القيامة أولئك الذين أعلنوا أنهم مسلمون ن وذلك عبر  أفواههم وقد خلا السلوك مما يدل على صدقهم في هذا الادعاء ، ولكن هيهات منهم حقائق الايمان والاسلام هؤلاء يعطون نوراً حتى إذا ما توسطوا  الصراط أطفئ الله عز وجل نورهم يتلفتون فإذا بالظلمة تحدق بهم من جميع جوانبهم فيقولون للذين آمنوا " انظرونا نقتبس من نوركم " قيل لا يجيب المؤمنون على الإطلاق إنما جاء الفعل مبنياً للمجهول هنا ليبين أن النداء الذي توجه به من توجه به إلى المنافقين قد ملأ عليهم أجواء نفوسهم " قيل إرجعوا وراءكم " يعني إلى الدنيا إذا كان بإمكانكم أن ترجعوا هناك  " فالتمسوا نورا " في أيام حصاد النور أو زراعة النور أو توفير النور هم قد فقدوا ذلك أيامها فقد عاشوا في الظلام ظلام الفجورالفكري والسلوكي ن والدسائس والمكر بهذه الأمة والكيد لها والسخرية من الذين آمنوا هؤلاء يقال لهم "ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا " ثم يأتي السور" فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب " تطيب في باطنه الرحمة ، وباطنه فيه المؤمنون يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام، والمؤمنات" وظاهره من قبله العذاب " هنا يزعم هؤلاء ينادون الذين آمنوا " إنا كنا معكم " لا يكذب المؤمنون هذا" ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني " كنتم  " مذبذبين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء " لأنكم تخشون أن يغلب الحق الباطل فإذا بكم مع الحق كما أعلنتم وترون أنه يمكن أن يغلب الباطل الحق فأنتم مع الباطل كما تواصلتم مع الباطل هذا جانب، ثم بينت الآيات يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام حيث دعت الأمة جاءت الآيات مباشرة " ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وأكثرهم فاسقون " أجل يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام، ثم إذا نظرت إلى قلبي فوجدت فيه ما أجد مما لا أحب أن يكون فيه إذا بالآية تأتي مباشرة "اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون " ما علاقة إحياء الأرض هنا بعدما ذكر الله عز وجل أحوال المنافقين هناك وبعدما دعانا الله تبارك وتعالى وقد جاء السياق بصيغة الاستبطاء " ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله " قال لعل قائله إذا وجدت من قلبي فتوراً أو ضعفاً أو نفاقاً لا سمح الله فعلي أن أسارع معتقداً اعتقاداً جازماً " أن الله يحيى الأرض بعد موتها "

نقف قبالة يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام حديثين شريفين ونحن نعرض قضية القلوب لا على أننا أغفلنا ما يتعلق بقضية الصحة وأنها نعمة، فالصحة نعمة والنعم كلها إما أن تشكر وإما أن تكفر وشكر النعمة إنما يتمثل في توظيفها فيما خلقت لأجله ولذلك قال عليه الصلاة والسلام (اغتنم خمساً قبل خمس) من جملة هذه شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وحياتك قبل موتك حيث جاءت شريعة الله تحفزنا على قضية الاعتناء بالصحة، لأن الصحة ليست غاية مطلوبة  في ذاتها وإن كانت مطلوبة فطرياً لكنها مطلوبة من أجل أن القوي يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام يمكنه أن يؤدي الطاعات لله عز وجل على أروع وجه وإن كنا ههنا نقول رب مريض مرضاً جسدياً يفضي به مرضه إلى جنة عرضها السموات والأرض قد يكون معاقاً يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام ولكن هذه الإعاقة ما منعته من أن يعمل أروع الأعمال ويتمثل في تحقيق حقائق الايمان في ذاته المعاق مؤمن بالله راض بقضاء الله عز وجل وقدره رضي بالله رباً من حيث إن الله عز وجل هو الذي يصرف المقادير في هذا الوجود هو معاق جسدياً ولكنه ليس معاقاً فكرياً، المعاق الفكري ممسوخ يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام قردي في تفكيره ومن هنا وجدنا أنفسنا المعاق فكرياً حيث أعاقته أفكاره عن أن يقبل على الله عز وجل بل أخذ يشكك فيما جاء به شرع الله تبارك وتعالى والمعاق جسدياً، المعاق جسدياً إن امتلأ صدره بحقائق الايمان بجنة عرضها السموات والأرض، أليس الذي يموت بالطاعون يكون شهيداً والموت بالطاعون إنما هو شهادة ولكن من مات بطاعون النفاق يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام ما مصيره ؟

ولهذا وقبل أن نذكر الحديثين الهامين إذا بي أمام أبي العالية، أبو العالية رفيع بن مهران كان رقيقاً لامرأة من بني تميم وفي يوم من أيام الجمعة توضأ فأحسن الوضوء قالت له يا رفيع إلى أين هي تعرف بأنه سيذهب إلى الجامع قال إلى المسجد الجامع قالت خذني معك ومضت معه ثم لما امتلأ المسجد وصعد الخطيب على المنبر إذا بها تقول اشهدوا أيها الناس أن رفيعاً عتيق لوجه الله تبارك وتعالى رغبة في ثواب الله وطمعاً في عفوه ورضاه ثم التفتت إلى رفيع قالت أنت حر لوجه الله وأنا ادخرتك عند الله ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم  رضي الله تبارك وتعالى عنها ، إذا قال من قال إن الأمة اليوم تعيش في فتن ما استبعدت هذا ولكن ما موقفنا من الفتن يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام ينبغي أن نتعرف إلى ما هية الفتنة وإلى مصدر الفتنة وإلى الأسباب التي أفضت بالفتنة إلى أن تحط رحالها في ربوع هذه الأمة وعلينا أن نتخذ الوقايات التي جاءت بها شريعة الله عز وجل تماماً كما نصت شريعة الله عز وجل على قواعد صحية ووقائية وقد أكد العلماء أن شرع الله عز وجل قد نصب لنا مجموعة من القواعد الصحية نحافظ بها على أجسامنا ولعل قضية الطهارة من القضايا الظاهرة الواضحة لعل قضية الطعام وما حرم الله عز وجل علينا من الأطعمة والأشربة كل هذا نحافظ به على صحتنا إن الشريعة قد تناولت ما يسمى بالعلاج الوقائي ولكنها سكتت لا سكوتاً كاملاً عما يتعلق بالعلاج، لم يا ترى؟ قال لأن هذه الشريعة إنما قد أحاطت بأن قضية الأدوية والعلاجات إنما تترك لأنشطة البشرية واختراعاتها واكتشافاتها، هذا إذا ما ذكرناه نذكر ههنا أنه لا بد لنا في هذه الحالة من أن نركز على ما جاء في الفتن وعليك أن تقرأ ما ذكره ابن كثير في كتاب البداية والنهاية الأمة تعيش فتنة ولكن ما مصدرها ما حقيقتها يقول عليه الصلاة والسلام فيما رواه حذيفة بن اليمان رضي الله تبارك وتعالى عنه " تعرض الفتن على القلوب " عرضاً بالتفاصيل عوداً عوداً الذي يصنع الحصر إنما يستحضر الأعواد التي بها يصنع حصيرته" تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير عوداً عوداً ، فأي قلب أشربها، نكتت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى يصير القلب أبيض مثل الصفا لا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض، والآخر أسود مرباداً كالكوز مجخياً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشربه هواه " أو كما قال عليه الصلاة والسلام ، لو أنك نظرت ذلك القلب الذي نكتت فيه نكتة بيضاء ذلك أنه قد رفض الفتنة أليس من الفتنة أن يضل الناس أن يضللوا أن يفرض على الناس تعطيل شريعة الله عز وجل أليس من الفتنة يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام أن نغرس الشهوات الحرام في ربوع الحياة أليس من الفتنة أن يضلل الناس عبر كثير من وسائل الإعلام أليس من الفتنة أنه يصبح العري فكراً وأيما فكر

الفتنة أشد من القتل يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام الذي يوقع الناس في الفتنة أشد من الذي يقتل الناس وإن كان القتل كبيرا كبيرا يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام يغفل القاتلون عن حقائق الاسلام ومنها أنه لو اجتمعت السماء والأرض على قتل مسلم لأكبهم الله جميعاً في النار، دم المسلم غال يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام  وإن كان بعضهم أو وإن كان المنافقون يرونه رخيصاً رخيصاً

أما الثاني فمرباد ذلك أنه قد أظلم لأنه تشرب الفتنة وتعليله عليه الصلاة والسلام فأي قلب أشربها أرأيت عبادة بني اسرائيل للعجل "وأشربوا في قلوبهم العجل" حب العجل أشرب في قلوب هؤلاء ومن هنا عبدوه دون الله عز وجل على معنى أن الفتنة تتغلغل ذراتها وجزيئاتها في مسامهم أوفي خلاياهم تغلغل الماء في البدن والماء كما تعلمون أنه لا يترك صغيرة ولا كبيرة في كيان الانسان إلا وقد ملأها

أشربها أجل أشرب الفتنة لكن على معنى هو يرى في الفتنة الحق باطلاً والباطل حقاً يرى المتقي فاسداً مجرماً هذا شأن المنافقين يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام اسمع إلى قول الله عز وجل "ومن الناس من يقول آمنا بالله واليوم الآخر وما هم بمؤمنين " قال العلماء إنهم قد أكدوا بألسنتهم أنهم مؤمنون " ومن الناس من يقول" ما قال من يؤمن من يقول إذن الاعلان الاسلامي "ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر" لو أنهم قالوا " آمنا بالله واليوم الآخر" لفهمنا ولكنهم لما أضافوا الباء إلى اليوم " باليوم الآخر" دل هذا على أنهم قالوا والله نحن نؤمن بالله والله نحن نؤمن باليوم الآخر أيضاً  وكذبوا "وما هم بمؤمنين" من قال "وما هم بمؤمنين" الله جل جلاله هل تركنا الله عز وجل هكذا هو لون من ألوان بيان حقيقة من الحقائق التي أعلن عنها اللسان ولكن الحقيقة في القلوب كانت كفران لا يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام قال "يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون * في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون " هنا يكشف الستر "وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون" الهواء الذي يتنفسونه إنما يدخل على فساد في الجهاز التنفسي "وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون" ماذا يقول لنا ربنا جل جلاله "ألا إنهم هم المفسدون" أسلوب قصر "هم المفسدون" "ولكن لا يشعرون" "وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء" الذين آمنوا صاروا سفهاء وهم عقلاء "وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلو إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون * الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون" إلى متى يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام من قال لنا إن هذه الدار هي دار حساب ثواب عقاب لا والله قد يقدم الله عز وجل نماذج من العقاب كما فعل بفرعون وأعوانه إذ أغرقه الله تبارك وتعالى أليس من الجرائم الكبرى أم التوغل الذي اكتسح كل خلايا نفس فرعون حيث قال " أنا ربكم الأعلى " أهناك فراعين يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام ربما لسان حالهم يقول مثلما قال فرعون ولكن أجميعهم يغرقهم الله تبارك وتعالى إذن، لماذا الآخرة؟ إذا كان العقاب إنما يعجل في رحاب هذه الدنيا نعتقد اعتقاداً جازماً بما قال الله عز وجل " فلا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار* مهطعين مقنعي رءوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدهم هواء " هنا بين عليه الصلاة والسلام القسم الثاني الذي هو أسود أجل قد امتلأ بالشحناء والأحقاد والبغضاء والفتنة والإيذاء والمكر والخداع ممتليء عجباً ممتليء كبراً متورم يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام ليس بنقي ولا تقي إنما كله بغي وكله غل وكله حسد وكله أحقاد.

لذلك بين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم أن هؤلاء لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكرا لو أنهم حكموا شرع الله عز وجل في التعريف، ما المنكر؟ وما المعروف؟ لوصلوا إلى أنهم هم على المنكر وغيرهم على المعروف، لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً ألا وهنا الروعة " إلا ما أشربت قلوبهم " من الهوى، أي هواهم سول لهم أن المعروف منكراً وأن المنكر معروفاً، لماذا كل هذا يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام

أولاً من أجل أن نبرأ ، إذا ظننت بأنك قد برأت دونما محاسبة للنفس وإيقاف لها أمام المرايا الصقيلة معنى ذلك أني أغش نفسي أعطني الدليل ! ابن أبي مليكة يقول " لقد صحبت ثلاثين من الصحابة كلهم يخشى على نفسه النفاق " يتكلم عن الذين رباهم صلى الله عليه وسلم على عينه أتدري أن التربية التي ربى بها الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة تربية حقيقية اجتثت من النفوس أعماق أعماق الجاهلية منها لم يبق في نفوس الصحابة من الجاهلية ذرة واحدة نقاها وفحصها وتابعها وألقى فيها بذور الخير وربى فيها النوازع والخصائص الانسانية العليا فإذا بالصحابة رضي الله تبارك وتعالى عنهم يعيشون فوق هذه الأرض كأنهم الملائكة والذين تحدثوا عن التزكية التي قام بها عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم بينوا أن التزكية هي التربية النبوية التي قام بها عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وهنا لا تحسبن أن التربية إنما هي أوراق زينة تلصق على جدران النفس فإذا بها تستر بعض عورات الجدران، لا التربية حقائق التربية التربية توحيد التربية توكل التربية إنابة لله عز وجل التربية محبة قد ملأت الجوانح محبة لبديع السموات والأرض محبة لمحاب الله عز وجل وبغض أروع البغض وأعمقه لكل من يصد عن سبيل الله تبارك وتعالى رباهم تربية خالصة ولعل من روائعها تلك المحاسبة الدقيقة يقرع الباب يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام من الليل ويخرج حذيفة رضي الله عنه من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يقرع الباب على حذيفة بن اليمان أمين سر صلى الله عليه وسلم في أسماء المنافقين يقول يا حذيفة أناشدك بالله هل سماني الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لا ولا أزكي بعدك أحداً أي انه سر أمنني عليه الرسول عليه الصلاة والسلام ومن هنا من لم يقف أمام صفات المنافقين ليفحص نفسه، أفيّ من هذه الصفات يا ترى؟ إذا كانت فيّ عليّ أن أتخلى عنها قبل ماذا؟ حياتك قبل موتك، قبل ماذا؟ شبابك قبل هرمك، قبل ماذا؟ غناك قبل فقرك، قبل ماذا؟ صحتك قبل سقمك قبل أن نرحل إلى الله جل جلاله ذلك الرحيل الذي نستحضر ههنا فيه ما قال عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم " يا أبا ذر أحكم السفينة فإن البحر عميق واستكثر الزاد فإن السفر طويل وخفف الظهر فإن العقبة كئود وأخلص العمل فإن الناقد بصير" كل هذه المعطيات هي لولب أو هي لب الشخصية المسلمة التي تقف باستمرار في الصلوات الخمس على أقل تقدير

يستعرض آيات الله عز وجل تلك الآيات التي كانت من مهامه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم كما أخبر الله عز وجل أن يتلوها على مسامع البشرية قاطبة " كما أرسلنا فيكم رسولاً منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون * فاذكروني أذكركم واشكروني ولا تكفرون "

نبهني الله وإياكم من رقدة الغافلين وحشرني وإياكم في زمرة عباده المتقين فاستغفروه فيا فوز المستغفرين

الحمد لله ثم الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله وصفيه وخليله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة وجاهد في الله حق جهاده اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

عباد الله ! أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وطاعته والإنابة إليه فقد قال لنا "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون"

أما بعد أمة محمد عليه الصلاة والسلام

فإن تلاوته عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم لآيات الله عز وجل لم تكن قاصرة على الأداء الرائع الجذاب الآخاذ وإن كانت تلاوته عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم في أرقى مراقي من تلا كتاب الله عز وجل يقول جبير بن المطعم رضي الله عنه وكان يومها مشركاً  قدحضر صلاة المغرب في مسجد النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم أتى من أجل أن يفك أسيراً له بأيدي المسلمين يقول فقرأ الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم سورة " ق " فلما وصل إلى قول الله عز وجل " أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون * أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون " أحسست أن قلبي كاد يطير، لكنها كانت تلاوة تبلغ بالمستمع إلى أعماق قلبه تلاوة تعرض منهج الله عز وجل تلاوة تبين ملامح المسلم وشخصية المسلم تلاوة تبين أخلاقية أهل النار وأخلاقية أهل الجنة تلاوة ترقى بخصائصك الرائعة الانسانية هذه التلاوة تجد فيها الأخلاق التي يحبها الله عز وجل والأخلاق التي لا يحبها الله تبارك وتعالى "إن الله لا يحب الخائنين " " إن الله يحب المتقين " هذه التلاوة هي التي ربت الصحابة رضي الله تبارك وتعالى عنهم وقد أضيف لها يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام قطرات من مثل بصائره عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام

ومنها قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه القلوب أربعة وابحث قبل أن أكمل عن قلبك في أيها وأرجو الله عز وجل أن يكون قلبك هذا القلب الذي جاء في البداية

" القلوب أربعة قلب فيه مثل السراج يزهر وهو قلب المؤمن وسراجه فيه نوره " نور التوحيد نور المحبة نور التوكل نور التعلق بالله عز وجل نور الإعداد للقاء الله تبارك وتعالى نور فيه الرجاء ترجو رحمة الله عز وجل وتخشى عقابه نور قد امتلأت ذراته وهو النور بخشية الله عز وجل وهذه الخشية إنما هي ثمرة للمعرفة "إنما يخشى الله من عباده العلماء "  " القلوب أربعة قلب فيه مثل السراج يزهر وسراجه فيه نور وهو القلب المؤمن، وقلب أغلف عليه غلاف وهو قلب الكافر" مغلف كصندوق الحديد قد أقفل وألقي مفتاحه في المحيط الأطلسي إلا أن يتداركه الله تبارك وتعالى برحمة منه " وقلب منكوس " أرأيت إلى كأس شاي تريد أن تفرغ فيها ما تحب أن تشربه من إبريق الشاي قد صوبت فوهة الإبريق على الكأس وصببت ولا قطرة من الشاي نزلت في الكأس، لم؟ لأنه منكوس عدل وضعية هذا الكأس " قلب منكوس وهو القلب المنافق عرف فأنكر" عرف فأنكر جاءه النور استبصر بالبصائر ولكنه قد خالفه  شهواته وأهوائه أغراه بالجاه بالدنيا بالمنصب بزبالة هذه الدنيا قلب منكوس هو القلب المنافق عرف الله فأنكر،" وقلب مصفح فيه نفاق وفيه إيمان مثل الايمان فيه كمثل البقلة يمدها ماء طيب ومثل النفاق فيه " وهذا من اختصاصات الأطباء " ومثل النفاق فيه كمثل القرحة يمدها القيح الدم " هذا بحاجة إلى معالجة كبيرة " فأي المدتين غلبت على صاحبها أو صاحبتها غلبت عليه " إذا امتلأ قيحاً وصديداً فهو قلب مقيح مدمى وإذا البقلة أخذت وضعها وحرص من كان قلبه مصفحاً في هذه المثابة على أن ينقيه فإذا به يقطع المد أو المد يقطع القيح يقطع الدم هذا رمز لا هذا هو كلام مباشر بمعنى دع النظرة المسمومة النظرة الحرام دع الغيبة دع النميمة هذي كلها من القروح يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام دع الكذب دع النفاق دع ميل القلب والركون إلى الظالم والظلمة دع هذا كله عنك وإلا لو أنه صلى فأمدت البقلة بنور الصلاة خرج ليفعل الأفاعيل لا بد من القيح الذي يتأتى من هذه الأفاعيل

أكثروا من الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الله تبارك وتعالى قد صلى عليه في محكم كتابه بقوله " إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً "، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، وارض اللهم عن الصحابة الخلفاء السادة الحنفاء سادتنا وموالينا أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

اجعلنا اللهم أينما توجهنا متوجهين إليك لا تردنا اللهم عنك إلا إليك اللهم ربنا اغفر لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ومتعنا اللهم بأسمعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا اللهم ربنا زدنا ولا تنقصنا وأثرنا ولا تؤثر علينا اللهم ربنا لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا احفظنا اللهم والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بألطافك الخفية واجعل جمعنا هذا جمعاً مرحوماً وتفرقنا من بعده تفرقاً مباركاً محفوظاً لا تدع فينا شقياً ولا مطروداً ولا محروماً هبنا جميعاً لسعة رحمتك يا أرحم الراحمين

اللهم نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والسلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار لا تدع لنا ذنباً إلا غفرته ولا هماً إلا كشفته ولا غماً إلا فرجته ولا مريضاً إلا شفيته وعافيته ولا غائباً إلا رددته وسلمته ولا سجيناً في سبيلك إلا أطلقته، ولا سجيناً في سبيلك إلا أطلقته، ولا سجيناً في سبيلك إلا أطلقته، ولا عاصياً من هذه الأمة إلا هديته وأرشدته، ولا عدوا لهذه الأمة إلا قصمته، اللهم ربنا إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم، اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا

اغفر اللهم لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولمن حضر معنا ولمن غاب عنا منا ولمنشئ هذا المكان المبارك ولمن أعان  فيه بمعروف ابتغاء وجهك الكريم آمين والحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة والتسليم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وأقم الصلاة.