407 - قاعة الصاغة وحلي القلوب
خطبة الجمعة    407 - قاعة الصاغة وحلي القلوب
تاريخ الإضافة : 2012-07-23 09:28:45

نص المادة

الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله نحمده ونستعين به ونستهديه ونسترشده ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله وصفيه وخليله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة وجاهد في الله حق جهاده، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

عباد الله ! أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وطاعته والإنابة إليه ، وما توفيقي ولا اعتصامي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ، وهو رب العرش العظيم.

الله جل جلاله يقول:"يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد"

أما بعد أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم !

فإنا في قاعة كبيرة كبيرة امتلأت بالصاغة ، يصوغون لنا عقداً أو عقوداً من أروع العقود ، لا تزين الصدورفحسب بل تملأ القلوب، صياغة ربانية ملؤها الحكمة وحشوها البصائر، هي ذوب روح ، هي تجسيد لتلك المائدة التي جلس عليها هؤلاء الصاغة ، فإذا بهم يمتلؤون ، تمتلأ جوارحهم بالأنوار بالحقائق ، وإذا بالسلوك يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام ينبض حياة واتقاءاً وسمواً وسعادة وإنسانية وكرامة

بلال بن سعد رحمه الله تبارك وتعالى يقول : عباد الرحمن ! يقال لأحدكم أما تحب أن تموت؟ يقول لا، يقال: له لم؟ يقول أريد أن أعمل، يقال له أفعزمت على العمل؟ فيقول سوف، لا يعمل يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام ، ولا يحب أن يموت، وأحب الأشياء إليه أن تعجل له زينة الحياة الدنيا ، وهو لا يستعجل العمل الذي به سعادته في الدنيا والآخرة

مجموعة من المعاني لعلها تتركز حول نفور النفوس من الموت، وهذا النفور له أسباب كثيرة لعلها تتمثل في اثنتين ، إما أن يكون مجرماً عريقاً في الإجرام قاتلاً طاغية سفاكاً أفاكاً منافقاً دجالاً مزوراً، هذا الذي أخبر الله عز وجل عنه بقوله "كلا إن كتاب الفجار لفي سجين * وما أدراك ما سجين * كتاب مرقوم * ويل يومئذ للمكذبين * الذين يكذبون بيوم الدين * وما يكذب به إلا كل معتد أثيم * إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين * كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون "

وإما أن يكون من أولئك الذين يحاسبون أنفسهم ويرون أنهم قد قصروا أيما تقصير فهو يخاف أن يرحل بما بين يديه من أعمال، يريد أن يكون من أولئك الذين ابيضت وجوههم غداَ في ساحة العرض على الله جل جلاله، يقال له أتحب أن تموت؟ يقول لا، لم؟ لأني أحب أن أعمل، اعمل، يقول سوف ! بالنسبة للعمل يسوف ، بالنسبة لما ترتضيه نفسه إنما يريد أن يستعمله أو يستعجله  في دروب هذه الدنيا !

الشبلي رحمه الله يكشف لنا عن أمر مهم ليس المطلوب أمة محمد عليه الصلاة والسلام أن يصافح الاسماع وإنما المطلوب أن يمتزج بالأرواح كي تتمكن هذه الأرواح من النقلة الرفيعة السعيدة الربانية، نقلة من الخمول والكسل والتقاعس والفتور والهمة الهابطة إلى ميادين الاستباق والمسارعة إلى رضوان الله جل جلاله

يقول الشبلي إن حظ الأعمى من رؤية الجوهرة لمسها إذا أريت جوهرة نفيسة لأعمى فإنه لا يتناولها بعينه إنما يتناولها بيده، فحظ الأعمى من الجوهرة لمسها، ماذا يريد أن يبني على هذا؟ حظ الجاهل بالله عز وجل أن يذكر الله تبارك وتعالى بلسانه، ولو ذكره بجنانه لوجد الفارق شاسعاً، بينما هو يذكره بلسانه، وبين ذكره ربه جل جلاله بجنانه ، وما تحرك من هذا الذكرفي الحالة الأولى إلا اللسان،وفي الثانية إذا  بجنانه يخفق شوقاً إلى الله وتبتلاً على أعتابه تبارك وتعالى

عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية رحمه الله كان خلاً لعبد الملك بن مروان  الخليفة المشهور كان يجالسه ويؤانسه ويسامره ويجاذبه أطراف الحديث، مات عبد الملك دفن في يوم من الأيام عنّ لعبد الرحمن أن يزور عبد الملك في قبره، جاءه فوقف على قبر عبد الملك الخليفة ، وهنا ضع خطوطاً تحت الخليفة إذا كان الله عز وجل قد أصدر قراراً أزلياً أبدياً يقول فيه جل جلاله "كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ"

أفيمكن للثري أن يتحصن بأمواله عن هذا المصير، أفيمكن لأي إنسان مهما علت مرتبته في مجتمعه أن تحفظه مرتبته تلك من هذا المصير، كيف والله عز وجل يقول "إنك ميت وإنهم ميتون " " كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ " " كل شيء هالك إلا وجهه " مات عبد الملك وسيموت كثيرون من أولئك الذين يعربدون اليوم فوق هذه الأرض، لا بد من هذه الموتة يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام وهذه من الحقائق التي إن غابت عن الفؤاد عربدت النفوس أيما عربدة ، وإن استحضرناها يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام وجدنا التالي

وقف على القبر، قال أنت عبد الملك الذي كان إذا وعدني رجوت وإذا أوعدني خفت ولم يبق لك من ملكك غير ثوبك ولم يبق لك من ثوبك سوى أربع أذرع في عرضين أو لم يبق لك إلا الكفن، أين الملك يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام؟ وأين الأرصدة التي تنتهب من أموال الناس، إن الأرصدة لا تزال في صناديقها في المصارف هو انتهبها وظن أنه لا يحاسب عليها، ما أغباه ما أشقاه يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام، لم يبق لعبد الملك بن مروان وهذه حقيقة يقررها عبد الرحمن بن يزيد إلا الكفن وأنتم تعلمون ما الكفن

ثم رجع إلى بيته فكان انقلاباً عميقاً في نفس عبد الرحمن وهذا شأن الحقائق يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام إذا لامست القلوب ، الحقيقة إن بقيت في الأسماع فإنها لا تغير ولا تبدل ولا تنقل شعرة واحدة من الحال التي يكون عليها من سمع هذه الحقيقة، وإنما الحقيقة هي التي إذا ما لامست شغاف القلوب رأت القلوب هذه الحقيقة فإذا بالجوارح تستجيب لما رأت القلوب تماماً كما قال أحد العارفين بالله تبارك وتعالى

قال: لكل عبد من عباد الله عز وجل أربع أعين ولأول مرة أسمع بهذا لك أربع أعين، عينان في الوجه تريان أمر هذه الدنيا وعينان في القلب تريان أمور الآخرة، فإذا أراد الله تبارك وتعالى بعبد خيراً إنما فتح له عيني قلبه فرأى أمور الآخرة فأقبل عليها يبني ويسعى ويشتاق ويحث الخطى فإذا به على منهج كتاب الله عز وجل وسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام وإذا به يدخل فيما نحن بصدده

نحن يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام بين يدي مجموعة من الصفات أثنى الله عز وجل على من اتصف بها، جاء بها كتاب الله، كتاب الله يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام الذي كله بصائر وحقائق كتاب الله الذي ينقل الانسان نقلة رائعة بينما هو إنسان يعيش في زريبة إذا به بإنسان يكاد يكون مشابهاً للملائكة في حياتهم ! صفات يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام ذكرها الله تبارك وتعالى ونحن بين يديها على أن نبحث عن أنفسنا في رحابها إذا كنا قد تحققنا بهذه الصفات فلنحمد الله عز وجل ولنسجد سجود شكر لا نرفع منها إلا إلى صلاة العصر إن لم أقل إلى صلاة المغرب

وإن وجدنا أنفسنا قد خلت أنفسنا من هذه الصفات فعلينا أن نسارع ولا نكون من أولئك الذين قالوا سوف ! علينا أن نسعد أنفسنا قبل أن نرحل إلى الله جل جلاله وسعادة النفوس يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام لا تكون إلا بما جعله الله عز وجل أسباباً للسعادة سنقف قبالة هذه الصفات، ولكن إذا أراد الله عز وجل غير ذلك بالعبد، أعمى عيني قلبه ، وبقيت عينا وجهه مفتحة فإذا به لا يرى إلا الدنيا إلا شهواتها جاهها مناصبها سطوتها لذائذها زخارفها بهارجها وهذا حال أولئك الذين وضع على قلوبهم الأقفال "أم على قلوب أقفالها " وهيهات لقلب عليه قفله أن يدخله ذرة من نور أو من حقائق، بل ربما وجدناه يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام أمام قول الله عز وجل "وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد " أجل يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام

رجع عبد الرحمن بن يزيد إلى البيت وكان الانقلاب الشامل أخذ نفسه بالعزائم أخذ يبحث عن مرضاة الله عز وجل في الأقوال والأفعال والأحوال قيام لليل دخول في معاني قول الله عز وجل "وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما * والذين يبيتون لربهم سجداً وقياما * والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما * إنها ساءت مستقرا ومقاما " إلى آخر الآيات القرآنية التي جاءت في ختام سورة الفرقان والتي بها يعرض الله عز وجل علينا حال أولئك الذين أقبلوا على الله فأقبل الله عز وجل عليهم

ونحن نحمد الله يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام على أننا تلقينا منهج الله عز وجل نصوصاً ثابتة راسخة محفوظة أمينة صادقة وتلقينا مع هذه النصوص السير، سير الصالحين وقمة الصالحين هنا الصحابة رضي الله تبارك وتعالى عنهم أجل تلقينا النص مع التطبيق ، النهج أو المنهج مع السلوك ، وهذا يهون علينا يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام أموراً كثيرة لعل منها أن نبذل الجهود من أجل أن نتعرف إلى كيف يا ترى نطبق قول الله تبارك وتعالى، عمر بن الخطاب رضي الله تبارك وتعالى عنه رأى شاباً يمشي متبختراً والله تبارك وتعالى يقول "وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا " قال: يا فتى إن هذه مشية لا يحبها الله عز وجل إلا في سبيل الله، الآن يتمطون يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام تجبراً وطغياناً وافتراءً خشمه في حضيض المعاصي ومع ذلك يرفع خشمه

أما الخشم العزيز إذا ما كان يتحرك في دروب هذه الدنيا وهو يتقرب من الله عز وجل ناصراً لدين الله مطبقاً لشرع الله تبارك وتعالى، قال: يا فتى هذه المشية لا يحبها الله عز وجل إلا في سبيل الله، وقد أثنى الله عز وجل وهذا كلام عمر رضي الله تبارك وتعالى عنه، وقد أثنى الله تبارك وتعالى على عباده الصالحين فقال "الذين يمشون على الأرض هونا " وقد نصح لقمان ابنه فإذا به يقول كما أخبرنا الله تعالى "ولا تمش في الأرض مرحا " ماذا كان من أمر الفتى يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام، استجاب إلى نصيحة زفت إليه ، فإذا بالمنصوح يتلقاها وإذا بالسلوك يتغير، وقد وجدنا أنفسنا يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام تارة ثالثة بين يدي عبد الرحمن، عبد الرحمن ين يزيد أجرى انقلاباً شاملاً في حياته كأني به يحضر خطبة جمعة فإذا به يرجع ليتغير لا ليغير على ما سمع ، فإذا به، إذا ما احترم ما سمع وضعه في جيبه ولكن جيبه مثقوبة يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام فما الذي يبقى مما سمع، لو أن خطبة الجمعة تترك بصمتها كما يرجى لها من حيث مشروعيتها معنى ذلك أن هذه الأمة لا تحتاج إلا إلى خطبة أو خطبتين

وإلا فقضية التأخر عن حضور صلاة الجمعة كم من حديث جاء عنه صلى الله عليه وسلم يبين ثواب أولئك الذين يبكرون إلى بيوت الله عز وجل يوم الجمعة ماذا كان يعمل هذا الذي تأخر عن حضوره خطبة الجمعة، ربما كان يمل من الخطيب وأنا معه مئة بالمئة، ربما يضيق صدره مما يسمع وأنا معه كذلك مئة بالمئة، ولكن ليست المسألة أن يسمع أو لا يسمع، هناك من بكر إلى صلاة الجمعة فإذا به يحسب له كأنما قرّب بدنه وقبلها الله تبارك وتعالى، لم يا ترى ؟ ماذا كان يفعل مما جعله يتأخر ؟ لو كان يعمل في أمر خطير ينصر به هذه الأمة ويحمي ديار هذه الأمة وأعراض هذه الأمة لقلنا هو ممن دخل في مسائل الفقه حيث قالوا إن الطبيب إذا كان يرعى مريضاً وليس له راعاً سواه وكان إذا ما تركه ألمت به الفاجعة وهي الموت معنى ذلك أن هذا ينظر في شأنه في موضوع تأخره أو في عدم حضوره صلاة الجمعة

عبد الرحمن بن يزيد صار كما جاء وصفه كالشن وقد قال  لي أحدهم أن تأتي بكلمات غريبة ولذلك يضيع أكثر ما تقول قلنا جزاك الله خيراً على هذه النصيحة ما الشن؟ القربة الخلق هذي أصعب من الأولى القربة الوعاء من الجلد الذي يوضع فيه الماء وهذا يستخدمه أولئك الذين يسافرون قبل أن تصاغ آنية من بلاستيك، والخلق أي البالية يعني ممزقة تكاد أن تكون ممزقة لا تحفظ ماءً، إذن هو رجع إلى ما ينبغي أن تكون عليه كثير من الأجسام حيث لا ترهل ولا دهون ولا زفر ولا دهن وإنما رجع أشرطة هذه قد صلبت في طاعة الله جل جلاله، جاءه أحد أصحابه وهو قريب من أقاربه فلامه على ما رأى منه، فقال له إني سائلك أفتصدقني قال نعم، عبد الرحمن سيسأل هذا الذي لامه على ما وصل إليه حاله جراء الأخذ بالعزائم

وهنا نطمئن بأنه ليس كل الناس إذا ما أخذوا بالعزائم صاروا كالشن الخلق وإنما شيء فشيء قال له إني سائلك أفتصدقني، قال نعم، قال حالتك التي أنت عليها الآن أترضاها لك حينما يأتيك الموت، حالتك التي أنت عليها الآن وهو سؤال وجيه يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام، حالتك مع الدنيا وحالتك مع الآخرة وحالتك مع الله وحالتك مع سنة رسول الله وحالتك مع هذه الأمة وهمومها أحالتك هذه التي أنت عليها أترضاها حينما يأتيك الموت قال لا، قال أفعزمت على أن تنتقل منها، قال ما استنصحت إرادتي في ذلك، يعني ما زلت الآن أتأخر وأتقدم وتأتيني خواطر وهواجس وكأنما من الخواطر الشيطانية من الوساوس التي ربما ضربت بعض الصدور على أن يقبل على الله جل جلاله فيتعوذ بالله عز وجل من هذه الخواطر كيف نقبل على الله عز وجل وأنت تفهم الإقبال على الله يعني أن تقلع عن هذه الدنيا بالمرة، كيف وقد قال شرع الله تبارك وتعالى واعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا وإن كان هذا من أقوال سيدنا علي رضي الله تبارك وتعالى عنه، أما وجهنا شرع الله عز وجل من أن نعمر هذه الدنيا وظن أنه إذا ما عمر الآخرة معنى ذلك أنه هدم الدنيا لا يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام، قال ما استنصحت إرادتي في ذلك، فإذا به يقول ما دمت على هذه الحالة ترى إذا ما جاءك الموت حقيقة وأنت لا تدري متى يأتي هل تكون من أولئك السعداء، أم أنك على وجل من أمرك، فإذا به يرضى عما عليه عبد الرحمن بن يزيد رحمه الله تبارك وتعالى

قلنا في البداية يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام قاعة امتلأت بالصاغة هؤلاء الذين لهم قلوب عقلوا بها عن الله عز وجل كثيراً من الحقائق فإذا بهم يقبلون على الله جل جلاله سلوكاً وقد صاغوا هذه الحقائق من وجهة نظرهم صياغة بعد صياغة ونحن بأمس الحاجة إلى أن نتزين بتلك العقود التي صاغها أولئك وهي عقود نفيسة فيها توحيد الله جل جلاله فيها محبة الله عز وجل فيها الشوق إلى الله تبارك وتعالى فيها الإلتزام بشرع الله تبارك وتعالى، وهنا إذا ما نظرنا إلى سورة الفرقان ونحن بين يدي قول الله عز وجل "وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا" فهذه الآيات يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام تناولت أوصاف السعداء وحيث تناولت أوصاف السعداء دل هذا بالضرورة على أن من لم يتصف بهذه الصفات ليس من السعداء

سورة الفرقان لها مفاصل ثلاثة كما قال المفسرون كل مفصل من مفاصلها يبدأ بتبارك، " تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً " " تبارك الذي إن شاء إن شاء جعل لك خيرامن ذلك جنات " "تبارك الذي جعل في السماء بروجاً

" ثلاثة مفاصل يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام جاءت بها السورة وما أروع هذه السورة بل ما أروع آيات القرآن الكريم كلها ! ذلك أن كل مفصل من هذه المفاصل إنما عرض لقضية أعرضها باختصار وخطوط عريضة ، قد تناولت السورة يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام تعظيم الله عز وجل وتمجيده وأنه ليس كمثله شيء وأن بيده ملكوت السموات والأرض كما تناولت السورة ما يتعلق بالوحي وأنه وحي من الله جل جلاله كما تناولت صدق الرسول عليه الصلاة والسلام فيما يبلغه عن ربه تبارك وتعالى وتناولت في السياق ما يتعلق بالمصائر التي يصير إليها أولئك الذين تنكبوا الصراط وأعرضوا عن الله جل جلاله

ثم حططنا الرحال يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام عند قول الله عز وجل "وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة " لمن يا ترى " لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا" وجاء قوله "وعباد الرحمن " معطوفاً على قول الله عز وجل "لمن أراد أن يذكر"، إذا أردت أن تتذكر والليل والنهار يغلفانك إذا أردت أن تتذكر وأنت مقبل على الله عز وجل إذا أردت أن تتذكر كن على يقين من أنك تعمل في أيام قليلة إلى أيام طويلة تعمل في دار زوال إلى دار إقامة، لا دار للمرء بعد الموت يسكنها... إلا التي كانت قبل الموت يبنيها... فإن بناها بخير طاب مسكنه... وإن بناها بسوء خاب بانيها... فاعمل لدار غداً رضوان خازنها...والجار أحمد عليه والرحمن منشيها... أجل يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام

نحن بأمس الحاجة بأن نصطحب هذه الحقائق ووالله ما عربد المعربدون وما فسق الفساق وما جهل الجاهلون وما قتل القتلة وما انتهب النهبة إلا لأنهم غابوا عن هذه الحقيقة!! ونحمد الله على أن الحقائق يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام لا تضيع إذا ما أعرض عنها الناس لأن الحقائق مستقرة هب أن كل من على هذه الأرض قد أعرض عن الآخرة أيعني هذا أنه لا آخرة كذبوا والله ، يا أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم

" لمن أراد أن يذكر" عليه أن يسارع ليقبل على الله جل جلاله، والإقبال على الله يفتح له فيه قوة بل نافذة من أعرض النوافذ، هذه النافذة أطل بها كتاب الله عز وجل الذي أطل بنا على عالم الآخرة على الجنة وعلى النار، وما يكون في الجنة وما يكون في النار لا عذر يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام لغاد أو صاد، لكبير أو صغير، لغني أو فقير، لعامل أو رب عمل، لا فرق على الإطلاق بين قطاعات الناس، كلهم مطالبون بأن يقفوا أمام الصورة أو المشاهد التي أعلنها كتاب الله عز وجل فيما يتعلق بالآخرة، أتريد يا ترى وأنت منصف مع نفسك الساعي في سعادتها أترضى أن تكون من أولئك الذين قال الله عز وجل فيهم "وبرزوا لله جميعاً فقال الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء قالوا لو هدانا الله لهديناكم سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص "

في الآخرة التبع على وزن خدم، التبع على وزن حشم، كلمة تدل على المفرد وتدل على الجمع " إنا كنا لكم تبعا " هم كانوا في الدنيا وقد اختزنت خلاياهم هذا المعنى كانوا يرجعون في كل أمر من أمور دنياهم إلى سادتهم إلى "الذين استكبروا" وكانوا يضلونهم أيما إضلال "فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء" ماذا ترجون يا منكبون ؟ هم في البلاء أكثر منكم لأن هؤلاء نزع الله عز وجل منهم "أيهم أشد على الرحمن عتيا "، " قالوا لو هدانا الله لهديناكم " حتى في الآخرة ما زالوا متسلطين يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام "سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص" أنت أتريد أن تكون من أولئك الذين قال الله عز وجل فيهم "إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب * وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار " أوقد عليها ألف عام حتى احمرت، وأوقد عليها ألف عام حتى ابيضت، وأوقد عليها ألف عام حتى اسودت، فهي سوداء مظلمة، أتدرون من أخبر بهذا من لا ينطق عن الهوى، من دلت الدلائل التي لا تعد ولا تحصى على صدقه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، هذا الكلام فاه به لسان من أصدق بل أصدق لسان في الوجود كله من أوله إلى آخره، إن أدنى أهل النار عذاباً يوم القيامة لرجل يوضع في أخمص قدميه جمرتان من نار يغلي منهما دماغه ما يرى أن أحداً أشد منه عذاباً وإنه لأولهم عذابا أو كما أخبر عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم

وعموماً الأخبار كلها التي تكشف لنا عن ساحات يوم القيامة وعما يجري هناك كلها إنما تستقى من وحي الله جل جلاله، يؤتى يوم القيامة بأسعد الناس بالدنيا من أهل النار بأنعم أهل الدنيا من أهل النار ولك أنت أن تتصور أنعم ربما وجد النعمة في المال في الجاه في السلطان في القوة في العربدة قل ما شئت، بالكيد هؤلاء الذين يكيدون لهذه الأمة يريدون تهديمها يريدون أن يمتصوا دماءها عليهم أن يراجعوا أنفسهم يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام

ولعل الخاطر الذي يخطر وبقوة وربما منعني من أن أكمل، أنت من تخاطب الآن؟ أولئك الذين يحتاجون إلى هذا ليسوا في المسجد يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام بل ربما بعدوا عنك آلاف الكيلو مترات، ومع ذلك نقول من أجل أن نعي يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام هذه الحقائق وإن كنا نحمد الله تبارك وتعالى على أننا لسنا من أولئك السكارى الذين سكروا بخمر هذه الدنيا

من هنا يؤتى بأن أنعم أهل الدنيا من أهل النار فيقول الله عز وجل للملائكة "اصبغوه في النار صبغة " اغمسوه غمسة واحدة! أرأيت إلى الثوب حينما يوضع في حوض امتلأ بالألوان من أجل أن يخرج ملوناً " اصبغوه في النار صبغة " يصبغ يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام صبغة في النار، من هو الذي يصبغ في النار؟ هو من أهل النار في الدنيا من أهل الكذب والتزوير والدجل والنفاق والخبث والمكر والدهاء البشع هو ضد هذه الأمة ضد عقائد هذه الأمة ضد منهج الله عز وجل في هذه الأمة هو الذي يكون من أهل النار وهو أنعم أهل هذه الدنيا

أيضاً يفهم من هذا أنه لا يشترط أن يكون النعمة أو تكون النعمة أو التنعيم علامة على الخير والصلاح بل رب انسان كان من الفقر المدقع بمكان ولكنه من أهل الله، رب إنسان أرصدته لا تكاد تحصى ولا تعد وهو من أهل النار، وليس هذا أيضاً مبنياً على أنه أعطاه فصلاه النار، أبدا وإنما معنى ذلك أنه أعطاه نعمه فإذا به يتنكب الصراط، أعطاه نعمه فإذا به يوظفها من أجل قهر هذه الأمة، من أجل إذلال هذه الأمة

صبغ يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام في النار صبغة، ثم أخرج ، يسأل وقد نقل لنا هذا مع أنه لما يقع حتى الآن، لكنه من باب الكشف عن المستقبل، وهذا شأن كتاب الله وشأن سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام، كتاب الله أطل علينا لنرى المستقبل كما سيكون أمة محمد عليه الصلاة والسلام، لأجل أن نكون على بينة من أمرنا أنت أمام ما وضح كتاب الله وبينة من  سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام

أستطيع أن أقول بأننا ندري تماماً ما الذي سيجري مذ أن تبعثر القبور ونحشر إلى الله جل جلاله ونقف، وهناك تتزاحم الأقدام، وهناك تتطاير الصحف، وهناك الأحواض أحواض الأنبياء، وهناك الميزان وهناك الصراط، وهناك منازل الصديقين، سبعة يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله، وهكذا كأنما نشهد الآخرة رؤية عين كما أخبر رضي الله تبارك وتعالى عنهم

يسأل هل رأيت نعيماً قط؟ هل رأيت خيراً قط؟ هل مر بك خير قط؟ هل رأيت نعيماً قط؟ والجواب نعم مر طوال حياتي في الدنيا وما أدري كم عاش هذا المنكوب، قال طوال عمره كان في الخير، كان غارقاً في الخير، لكن السؤال هنا سؤال بعد الصبغ في النار هل رأيت نعيماً قط؟ هل مر بك خير قط؟ يقول لا والله ما رأيت نعيماً قط، ولا ما مر بي خير قط، ألا يفهم من هذا أن النعيم يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام ولنفترض الآن أنه تنعم بصحته قوية جياشة ثم ألم به مرض ساعة المرض كفيلة بأن تمحو سنين من الصحة ساعة الفقر كفيلة بأن تمحو سنين من الغنى وهكذا قل إن الألم حين يحل يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام كفيل حلوله بأن يمحو من الذاكرة محواً كاملاً حتى أن هذا الرجل أقسم بالله عز وجل، أقسم بعزة الله أنه ما رأى نعيماً قط ولا مر به خير قط

أما قضية عباد الله ههنا عباد الرحمن أضاف الله عز وجل العباد لاسمه سبحانه وتعالى ، والرحمن من أسماء الله عز وجل ولكنه من خصائص أسماء الله تبارك وتعالى، لفظ " الله " اسم لله تفرد الله عز وجل به، هل تعلم له سميا، واسم الرحمن أيضاً إنما يضم لاسم الله عز وجل " الله "، ومن هنا ما يسمى بالرحمن إلا الله جل جلاله، والرحمن إنما هو مشتق مع الرحيم من الرحمة، والرحمة يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام فينا رقة في القلب تستدعي الشفقة ومن لا شفقة عنده لا رحمة عنده والراحمون يرحمهم الرحمن، أما بالنسبة لله عز وجل فالرحمة إما أن ترجع إلى أن الله أراد بهذا العبد خيرا وإما أن ترجع إلى أن الله عز وجل ينجز الخير فعلاً في هذا الذي أراد الله تبارك وتعالى أن يرحمه

لكن الوقفة عند عباد، عباد الرحمن حيث قال عباد الرحمن دل على أنهم ليسوا عباداً لغيره، هم عباد الرحمن هو قول الله حق وصدق لا يمكن بحال من الأحوال أن يثني الله عز وجل على أثنى عليه ههنا بأن يقول وعباد الرحمن مع إنه عبد للشيطان أو عبد للهوى أو عبد للشهوات يقول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم يحذرنا من عبوديات يمكن أن تكون في بعض الناس أو في سلوكهم، تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم، تعس عبد الدينار، تعس عبد القطيفة، تعس عبد الخميصة، هذه كلها ألوان عبوديات يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام ولب هذا الأمر يتمثل في الهوى، أرأيت من اتخذ إلهه هواه، والهوى يمكن أن يقود صاحبه إلى النار والعياذ بالله عز وجل، ويمكن أن يجعله على الصراط الدليل قال صلى الله عليه وسلم لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به، ما الهوى؟ ميل النفس إلى ما يلائم طبعها فإذا ما مالت النفس إلى ما يلائم طبعها هنا ينبغي أن يقف من عبد الرحمن فيقول هل هذا الملائم للطبع أهو مما شرعه الله عز وجل أم مما نهى الله عز وجل عنه، فإذا أخذ ما يلائم طبعه من يد الشرع فهذا يتقرب إلى الله تبارك وتعالى وقد أنال هواه ما مال إليه 

نبهني الله وإياكم من رقدة الغافلين وحشرني وإياكم في زمرة عباده المتقين فاستغفروه فيا فوز المستغفرين

الحمد لله ثم الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة

عباد الله ! أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وطاعته والإنابة إليه فقد قال لنا " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون "

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

ربما خاطر خطر سريعاً أنه قد انتهى وانتهى والحمد لله تبارك وتعالى ولكن بقيت نقطة واحدة لا ثانية لها هي يمشون في الأرض هونا أي هم متواضعون هم استشعروا عظمة الله عز وجل هم عرفوا حقيقة وجودهم وأن هذا الوجود ما ينبغي أن يتعالوا به على الله ولا على عباد الله لأنه منحة من الله جل جلاله

ومن هنا كانوا متواضعين كانوا لينين كانوا هينين كانوا ن مؤنسين يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام لم يكن أحدهم موحشاً ولم يكن أحدهم مؤذياً لا بأقواله ولا بأفعاله المشي هونا إنما هو كناية عن التواضع الذي ينبغي أن يتحقق بالانسان كائناً من كان مهما ارتقى في سلم الاجتماع والمنزلة الاجتماعية فعليه أن يستحضر دائماً أنه عبد لله جل جلاله ولذلك يمشون هي ثمرة للعبودية للرحمن "وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا"

أحد السلف الصالح سأل عن معنى قوله تعالى يمشون في الأرض هونا يقول ما أجابوني بجواب يشفيني بينما هو نائم رأى رؤيا قيل له فيها معنى يمشون أي لا يفسدون في الأرض، فاستيقظ فرحاً يمشون في الأرض قال المفسرون إما هو المشي الحقيقي على الأرجل وهذا هو أصل الكلمة وإما المشي المعنوي ذلك المشي الذي يمكن أن يتمثل في مشاء بنميم ذلك الذي يتمثل في مشاء بالإيذاء والقهر والشؤم والعدوان والطغيان والعتو

أما سمعت الله عز وجل يقول " ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام * وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد " " ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها " يمشون في الأرض لا يفسدون يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام يبنون ولا يهدمون يعطون ولا يأخذون يحافظون على أعراض الأمة وأموال الأمة ومقدسات الأمة

أكثروا من الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الله تبارك وتعالى قد صلى عليه في محكم كتابه بقوله "إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً"، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، وارض اللهم عن الصحابة الخلفاء السادة الحنفاء سادتنا وموالينا أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، ربنا إجعلنا أينما توجهنا متوجهين إليك لا تردنا اللهم عنك إلا إليك

اللهم ربنا حفنا والمسلمين بألطافك الخفية واجعل جمعنا هذا جمعاً مرحوماً وتفرقنا من بعده تفرقاً مباركاً محفوظاً لا تدع فينا شقياً ولا مطروداً ولا مرحوماً هبنا جميعاً لسعة رحمتك يا أرحم الراحمين، نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والسلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار لا تدع لنا ذنباً إلا غفرته ولا هماً إلا فرجته ولا غماً إلا كشفته ولا مريضاً إلا شفيته ولا غائباً إلا سلمته ورددته ولا عاصياً إلا هديته ولا عدو للمسلمين إلا قصمته، ولا عدو للمسلمين إلا قصمته، ولا عدو للمسلمين إلا قصمته، اللهم ربنا إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم، اللهم إكفيناهم بما شئت، اللهم إكفيناهم بما شئت، اللهم إكفيناهم بما شئت، اغفر اللهم لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولمن حضر معنا ولمن غاب عنا منا ولكافة عبيدك المسلمين آمين والحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة والتسليم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وأقم الصلاة.