408 - مشاهد على بوابة الخروج
خطبة الجمعة    408 - مشاهد على بوابة الخروج
تاريخ الإضافة : 2012-07-23 09:28:45

نص المادة

إن الحمد لله، اللهم ربنا لك الحمد على ما هديتنا وأوليتنا وأعطيتنا، ربنا ولك الحمد على الإيمان والإسلام والقرآن، ربنا ولك الحمد حتى ترضى ربنا ولك الحمد إذا رضيت، ربنا ولك الحمد بعد الرضا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله وصفيه وخليله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة وجاهد في الله حق جهاده، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وطاعته والإنابة إليه وما توفيقي ولا اعتصامي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب وهو رب العرش العظيم.

الله جل جلاله يقول:"يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوماً لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئاً إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير"

أما بعد أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم

فكم لهذا الرسول الخاتم محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم من فضائل في أعناق البشرية كم بصيرة أنارها وكم صدراً شرحه وكم عقلاً أناره وكم سبيلاً سدده كل هذا بإذن من الله جل جلاله وبما أوحى إليه ربه سبحانه وتعالى فالصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم عدد ما خلق الله تبارك وتعالى من الخلق وجزاه الله تبارك وتعالى عنا كما جزى أنبياءه عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم كل خير

الرحلة العمرية أو رحلة وجودنا في هذه الدنيا رحلة تنتهي من حيث الحس حيث تنفصل العلاقة بين الروح والبدن ثم نضع هذا الانسان الذي رأته الأرض يتحرك فوق سطحها نودعه في قبره ما وراء ذلك يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام يحتاج إلى علم من علم الغيب وقد أكرمنا الله جل جلاله فبين لنا أن الرحلة رحلة الوجود هذه تنتهي من فوق هذه الأرض بالأنفصام بين الروح وبين البدن ولكنها رحلة مستمرة تأخذ مداها في عالم البرزخ ثم نفضي إلى الله جل جلاله وهناك نعرض عليه سبحانه وتعالى ويكون الناس فريقين فريق سعداء وآخر أشقياء، وأما السعداء فهم الذين أخذوا بأسباب السعادة في هذه الدنيا دار التكليف، وأما الأشقياء فهم الذين تنكبوا الصراط ولجوا في ضلالهم وطغيانهم وعدوانهم وظلمهم هذا ينبغي أن نستحضره لأنه من الحقائق الراسخة تلك التي لا ينفيها نفي أولئك الذين جحدوها ذلك أن جحد الحقيقة التي قررها الله تبارك وتعالى إنما هي من المحال بحال أن تنتفي قرارات صدرت يا أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ورسالات تبعتها رسالات نحن بأمس الحاجة إلى أن نستحضرها لا من حيث إنها من الحقائق فحسب وإنما ليتفحص مواقع أقدامنا في دروب هذه الدنيا ترى أنسلك المسار الذي يفضي بنا إلى سعادة الأبد أم الأخرى من المسالك التي يسلكها الكثيرون

عبد الله بن مسعود رضي الله تبارك وتعالى عنه يقول حدثنا الصادق المصدوق عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم قال إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بكتب كلمات رزقه أجله عمله شقي أو سعيد فوالذي نفسي بيده يقول عليه الصلاة والسلام إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها أو كما قال عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم والحديث إنما خرج في الصحاح

أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم أمام خطر الانقلاب الذي يطرأ على سلوكيات بعض الناس حيث يكون ممن يعمل بعمل أهل الجنة فإذا به ينحرف يسقط يميل يهوي وإذا به يعمل بعمل أهل النار فيلقى الله عز وجل على ما ختم به عمله وإنما الأعمال بالخواتيم يقول عليه الصلاة والسلام الأعمال بخواتيمها كالوعاء إذا طاب أعلاه طاب أسفله وإذا خبث أعلاه خبث أسفله ألا يحتاج هذا منا يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام إلى وقفة صادقة لنتبين ما الذي ينحرف بالانسان في دروب هذه الدنيا وما الذي يجعل الخاتمة خاتمة سعادة أو يجعل الخاتمة خاتمة شقاء أهي ضربة لازم يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام أم هو اختيار من ذلك المكلف الذي أعطاه الله عز وجل حرية الاختيار سوء الخاتمة وحسن الخاتمة من الحقائق التي نشهدها فوق هذه الأرض الحقائق التي تنزل بها وحي الله تبارك وتعالى الحقائق التي حذر منها حديثه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم

اللهم إنا نسألك الإخلاص في القول والعمل وحسن الختام عند انتهاء الأجل، اللهم إني أعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجبن وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر وإعوذ بك من فتنة الدنيا وأعوذ بك من فتنة أو من عذاب النار أو كما قال عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم يعلم هذه الأمة بمن تعوذ ولم تعوذ بمن تعوذ وما تلك المخاطر التي حذر منها عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم منها ما يرجع إلى آفات نفسية ومنها ما يرجع إلى انحراف سلوكي ومنها ما يرجع إلى قدر من أقدار الله تبارك وتعالى ولكن لكل أقدار الله تبارك وتعالى حالة مستقرة في نفس هذا الانسان وندفع القدر بالقدر، قدر المعصية يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام إنما يدرئ بقدر التوبة وقدر الطاعة يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام إنما يستزاد منه بقدر الشكر وقدر المصيبة إنما نستقبله بقدر الصبر وهكذا أمام نعم الله عز وجل نشكر وأمام ما يمكن أن ينزل بنا من كروبات نصبر

رسائل قد تناولها وحي الله تبارك وتعالى وأنت ينبغي أن تقرأها قراءة صحيحة، تعال بنا الآن إلى تلك الصالة التي يتوافد أو يتقاطر عليها القادمون من الخارج ينزلون من الطائرات، تجمعهم صالة كبيرة ثم كل منهم له وجهة داخل البلد التي وصل إليها وعلى الطريق طريق الخروج من تلك الصالة إلى خارج المطار نجد أناساً يتراصون ينتظر كل منهم القادم عليه أعين معلقة بالقادمين، والقادمون يتلفتون يبحثون في الوجوه المنتظرة، ترى أين صاحبي؟ أين أخي؟ أين أبي؟ أين أمي؟ أولئك الذين أنتظر أن يستقبلوني أجل يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام، وفجأة تتغير الوجوه، وجوه الذين ينتظرون ووجوه أولئك القادمين تظهر الفرحة والبهجة على من ينتظر ثم إذا بالأعين تتلاقى نحن لسنا بمسرحية يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام وإنما نحن في قاعة وصول وقاعة مغادرة كذلك، كما نستقبل نودع هذا هو الشأن في مطارات العالم يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام

ولعله فراق آني سيكون بعده لقاء ويمكن أن لا يكون بعده لقاء المهم أنها ساعات آنية من ساعات حياتنا فوق هذه الأرض قال يا أبا حازم كيف القدوم على الله قال أما الطائع فكالغائب يقدم على أهله وأحبابه

ضيغم من الشباب الصالحين أمه تسأله تقول له يا بني كم فرحتك بالقدوم على الله جل وعلا فإذا به تغشاه غاشية إذا به يغيب عن وعيه وإذا بأمه تجلس قبالته تبكي يا بني إنك تمنعنا من أن نذكرك بشيء من حقائق الآخرة لقد أخذته غشية ذلك أنه إذا ما ذكر بلقاء الله عز وجل أسكرته الفرحة ولا أبعد في هذا التعبير قيل لجنيد رحمه الله تبارك وتعالى إن أبا سعيد الخراز تشتد فرحته بل يطير فرحاً وهو في سكرات الموت، قال وما العجب؟ تكاد روحه تطير اشتياقاً إلى الله جل جلاله أجل جاءت الرسالة الأولى ونحن أمام نمطين اثنين ولو تكررت النصوص وإن كان بينها بعض الفروق التي ينبغي أن نلح عليها ليتعرف إلى أننا ما نحن قادمون عليه بعد عالم الدنيا من عالم البرزخ إنما إما أن يكون حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة ولكن كونه حفرة إنما أنت الذي حفرتها في هذه الدار وكونه روضة أنت الذي هيأتها لمقيلك في عالم البرزخ من هذه الدار أتظن بأن الصالحين ستكون قبورهم حفراً من حفر النار وأن المفسدين ستكون قبورهم روضة من رياض الجنة لو أن فاجراً من الفجار قبضه الله تبارك وتعالى ووقف كبار علماء هذه الدنيا ليقولوا رحمك الله رحمة واسعة وإني لأراك تغتسل بأنهار الجنة لو قال الجميع ذلك لكذبهم وحي الله جل جلاله

أدرك الغرق فرعون، حتى إذا أدركه الغرق "قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو اسرائيل وأنا من المسلمين" الجواب يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام كل عمره كان إفساداً وفسادا واستضعافاً وتفريقاً وقتلاً وسلباً ونهباً وعدواناً ثم إذا ما أدركه الغرق وكشف له عن المصير "قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو اسرائيل وأنا من المسلمين"، الآن فقط أعلن أنه من المسلمين مع أنه كان من أولئك المستفزين الظلمة المعتدين الطغاة في حياته أما كان مفسداً في الأرض وأنا من المسلمين جاءه الجواب يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام لم يكن الجواب من انسان من الناس وإنما كان من الحق جل جلاله "الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين"، "الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين"

ألا يحتاج الأمر إلى اهتمام صادق يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام، ذلك أن الافساد دركات لا تظنن أنك إذا ما قارنت نفسك بفرعون هذه الأمة أنك من الصالحين لمجرد المقارنة يمكن أن يكون أحدنا يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام خيراً من أبي لهب بل هو خير من أبي لهب، إذا لقي الله عز وجل على الايمان ولكن من قال لك بأن سلوكك إنما يلتزم مع سلوك أولئك الذين أفضوا إلى الله تبارك وتعالى على خير صورة، أولئك الذين ختمت لهم بخواتيم السعادة "الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين"

الإفساد يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام هو أن يصدر المفسد إفساده هو فاسد في نفسه ويمكن أن يكون الانسان فاسداً دون أن يكون مفسداً ولكن الطامة الكبرى على رأس هذا المفسد أنه لا يكتفي بأنه فسد في عقائده وفسد في سلوكياته وفسد في أقواله وفسد في أفعاله وفسد في أحواله ثم إذا به يصدر الافساد على أنه عين الصلاح "وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون" رسالة واضحة يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام خاتمة السوء هي نتيجة لشجرة الإفساد يزرعها المفسد فوق هذه الأرض

رسالة ثانية يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام، هي لصيقة بميادين الإفساد ولكنها بطعم آخر يقول فيها الله جل جلاله وحينما نذكر ذلك نذكر أنه ليس عبثاً أن ينزل الله عز وجل هذه الخواتيم، ليس عبثاً أن يبين الله تبارك وتعالى لنا ما سنكون عليه في الآخرة مشاهد جاءت بها آيات القرآن كلام الله عز وجل الوحي الصادق أخبرنا بها عليه الصلاة والسلام الذي لا ينطق عن الهوى مشاهد إذا ما استعرضناها استعراضاً سريعاً وجدنا أنفسنا أمام إلحاح بعد إلحاح وجب علي أن أبحث عن نفسي في الآخرة فهل وجدت نفسي في مثل قول الله عز وجل "إن المتقين في جنات وعيون آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون وفي أموالهم حق للسائل والمحروم" ينبغي أن أبحث عن نفسي أسأل الله أن لا أكون مع أولئك الذين أخبر الله عز وجل عنهم بقوله "كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين في جنات يتساءلون عن المجرمين ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين حتى أتانا اليقين فما تنفعهم شفاعة الشافعين"     

لو ظن أنه سيشفع له فلان وفلان الحق أصدق يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام "فما تنفعهم شفاعة الشافعين" إبحث عن سلوكك لتعلم النتيجة إذا ما ثبتك الله عز وجل على هذا السلوك المهم أن لا ينحرف به الطريق، والانحراف يكون بأمرين اثنين يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام، الانحراف الأكبر هو أن يكون في قلبه شيء من الزيغ في الاعتقاد، شيء من تسربات الشك في الله جل جلاله، أو في وحي الله جل جلاله أو في الحقائق التي استقرت في دين الله عز وجل، الشك ههنا ربما كان له مكان في قلبه وهذا الشك سوف يظهر فورة جامحة مغرقة عند سكرات الموت، يهيمن الشك على باطنه حينما تنغص عليه أو تنغص عليه حياته بشدة سكرات الموت فإذا به يكره لقاء الله جل جلاله، ذلك أنه ما إن يعاين حتى يبشر بسخط الله جل جلاله فيكره لقاء الله فيكره الله عز وجل لقاءه

هذا الشك يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام ينبغي أن يطرد من أعماق النفوس عبر علم التوحيد وعبر الوقوف على ما جاء في كتاب الله وسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام مما يتعلق بذات الله وصفات الله وأسماء الله وأفعال الله والحقائق الربانية التي جاء بها وحي الله تبارك وتعالى سواء ما يتعلق بعالم البرزخ أو ما يتعلق بساحة العرض على الله جل جلاله، الشك مدمر أمة محمد عليه الصلاة والسلام ذلك أن من خرج شاكاً في الله عز وجل فلا ايمان له ومن خرج لا ايمان له يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام تأتيه كثير من النصوص لتبين مصيره هناك المصير الذي صنعه شكه الذي أبى أن يزيحه أو أن يقتلعه من صدره "إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون" وربما دفعه الشك يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام حمانا الله عز وجل وإياكم وحمى أهلينا وأحبابنا وأصحابنا وذرياتنا والأجيال المسلمة اللاحقة نسأل الله عز وجل أن يحمينا من هذه الآفة المدمرة أمة محمد عليه الصلاة والسلام حينما يتربع الشك في الصدر أقل ما يقال من مواقف النفوس معه أنها تقف لتحاكم عدل الله عز وجل ولتنسب لله عز وجل ما لا يليق بحق الله تبارك وتعالى وليرتأي على الله عز وجل ارتأءات وقد سمعنا بعضهم يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام يتحرك لسانه بالاسلام، ولكن السلوك كل السلوك إنما هو سلوك مجرم أمة محمد عليه الصلاة والسلام

والدركة الثانية من دركات سوء الخاتمة حيث إن الشك هو الأخطر هي دركة الشهوة الحرام التي تتربع في الصدر فإذا بها تتغول بين الحين والآخر سواء كانت الشهوة أو سواء كانت الشهوة شهوة نساء بالحرام أو شهوة مال أو شهوة جاه أو شهوة سلطان، الشهوات التي ذكرها الله تبارك وتعالى مختصرة في سورة آل عمران "زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا" إذا ما استقرت الشهوة الحرام دون أن يدفعها من اشتهى هذه الشهوة دون أن يقاومها دون أن يجتث جذورها من أعماق نفسه فكثيراً ما تأتي هذه الشهوة عند سكرات الموت لتزين لمن اشتهاها أنك الآن ستفارقها وهذه من الحقائق التي يشعر بها أولئك الذين يعانون سكرات الموت لعل هذا لا شيء فيه يمكن أن يرصد على أنه خطر بل الشيء ههنا يرصد على أن هذه الشهوة تقول بلسانها الفصح تقول لصاحبها أتدري من يمنعك من هذه الشهوة؟ من هذا الحبيب؟ يمنعك الله عز وجل منه، وإذا به يعيش في صراع لثوان أو دقائق ما طالت سكرات الموت ضاربة فيه ثم إذا ما لقي الله عز وجل وهذه الشهوة قد تربعت على عرش قلبه وأخذت بمجامع نفسه كل مأخذ معنى ذلك أنه خرج وبينه وبين الله حجاب نعوذ بالله تبارك وتعالى من الحجاب

يقول علي ابن أبي طالب رضي الله عنه  في ابن عباس ترجمان القرآن الذي دعى له عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم أن يعلمه الله عز وجل تأويل القرآن أن يفقهه في الدين ويعلمه التأويل يقول كان ابن عباس ينظر إلى الغيب من ستر رقيق أو كأنما ينظر إلى الغيب من ستر رقيق، أتدرون ما السر ههنا؟ السر أنه يقرأ كلام الله على أنه كلام الله ويرى الحقائق التي جاء بها كلام الله على أنها  حقائق واقعة وإن كانت المضامين ستقع في المستقبل ومن هنا تقرأ قول الله عز وجل "ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهُون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء"

نص رسالة من الله جل جلاله للبشرية قاطبة "ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت" سكرات الموت أشد من المحيطات إغراقاً من يقدر إذا ما ألقي في غمرات الموت أن يتخلص منها إذا ما ضربه النزع وجاءته الملائكة "والنازعات غرقا" عند ذلك لا مفر إلى الله المساق يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام "ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت" من يستقبلهم من هيئ لاستقبالهم

نزل في صالة المطار هناك، هنا كان له سلطان وهنا كان بيده قوة وهنا أمكنه أن يفعل ويفعل الأفاعيل، وما فعل إلا في غفلة عن الله جل جلاله، ولو ترجم 29.03* له عن بعض حقائق الايمان يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام لسجد لله وما رفع، لكنه أبى على الله جل جلاله ورفض شرع الله ورفض الحقائق التي جاء بها كتاب الله عز وجل، من باستقباله؟ "والملائكة" كيف تستقبله؟ أرأيت إلى العناق بين القادم والمستقبل، أرأيت إلى الدموع وهي تنفر من العيون، لكنها دموع لقاء وفرحة هيهات منه هذه الدموع وهيهات منه هذا العناق "والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم" يدل على أن نفوسهم تهرب في أجزاء بدنهم لا تريد أن تخرج، لم تخرج؟ إلى حفرة من حفر النار أمة محمد عليه الصلاة والسلام

الحيثية هناك أن فرعون كان من المفسدين والحيثية هنا هؤلاء الظالمون جيء بهم بوصف الظلم والظلم ظلمات ويقول عليه الصلاة والسلام اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله عز وجل حجاب كأنما يقول عليه الصلاة والسلام يا مظلوم اطمئن لو تأخرت الإجابة فيما تريد فإن الله عز وجل يجيبك فيما يريد، إن الله ليملي الظالم حتى إذا أخذه لم يفلته وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد أجل يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام

يدخل في الظلم الشرك بالله عز وجل إن الشرك لظلم عظيم ويدخل في الظلم ظلم اولئك الذين ولاك الله عز وجل عليهم من عمال وموظفين قل ما شئت فيمن وليت عليه حذاري أن تظلمه أدنى ظلم إذا أخرجت من هذه الدار وكتفاك قد خليا من الظلم فأنت في بحبوحة من رحمة الله جل جلاله، الظلم ظلمات يوم القيامة إن الظلمة يحشرون يوم القيامة ويدخل فيهم من لاق لهم قلماً في الدواة، من برى لهم قلماً يدخل معهم أما قال ربنا "ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار" المسألة أخطر الحصول على مزيد من نتائج المناقشاتيا أمة محمد عليه الصلاة والسلام من خطبة جمعة المسألة أكبر

الرحيل واقع ولست مطالباً بأن تبحث فيه أيقع أم لا يقع، بل لست مطالباً في أن تبحث في متى يقع لأن الرحيل ليس له عمر محددة ليس له مرض معين وليس له شباب دون شيوخ ولا شيوخ دون شباب ولا كهولة دون فتوة بل ربما نفخت فيه الروح ثم أسقطته أمه وهذا هنيئاً له يا أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم

ما ندري إذا ما جاءت سكرات الموت وفتح الباب بيننا وبين عالم البرزخ ترى أنهنئ أنبشر لنهنىء ذواتنا في هذه الدنيا أم تكون الثانية، والثانية خطيرة خطيرة يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام، إن أي خسارة من خسائر هذه الدنيا يمكن أن تعوض إلا إذا رحلت إلى الله عز وجل ويداك فارغتان من الحسنات وقد امتلأتا من السيئات والعياذ بالله جل جلاله "ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة" حالة من حالات الوفيات والوفاة هذه علم شامخ إنما يتحقق كل ثانية دعك من أولئك القتلة الذين يكثرون القتل في كل ثانية الموت من حيث هو دعك من القتل والاغتيالات والعدوان نحن أمام الموت "كل نفس ذائقة الموت" أنا راحل عن هذه الدنيا كيف تجدك قالوا للشافعي رحمه الله تبارك وتعالى كيف تجدك قال كيف أكون وأنا عن الدنيا راحل وللإخوان مفارق ولعملي ملاق هذه الحال هي حال كل منا وهو خارج من ديار الله عز وجل دار التكليف إلى ديار الله عز وجل التي هي ثمرة لما كنت عليه في دار التكليف "ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة" العجيب هنا يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام تقديم المفعول على الفاعل الذين يتوفون الكفارهم الملائكة والسياق إذا ما أردنا أن نقيمه وفق الجملة الفعلية فعل وفاعل ومفعول به ولو ترى إذ يتوفى الملائكة الذين كفروا لكن هنا جاء قول الله عز وجل "ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة"، لم يا ترى؟ قال ليبين لك أنهم سيرغمون على الخروج من هذه الدار ولو خيروا لأبوا الخروج وليبين لك أن الملائكة لا تتوفى بإذن الله عز وجل ميتاً من الأموات إلا إذا انتهى أجله قد يكونون في الغرفة خمسة فيموت واحد ويبقى أربعة قد يكونون في السيارة أربعة فيموت واحد ويبقى ثلاثة "ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة" هذا يدل على أن الموت قاصف وأنها رمية سهم قدري إذا ما وجه السهم القدري إلى من انتهى أجله فهيهات أن يحمى بكل كنوز هذه الأرض إلا إذا كان ثرياً فدفع الموت بثرائه عنه إلا إذا كان ذا جاه فإذا بجاهه يحاول أن يظرفه*3646 ليدفع عنه سهام الموت لا يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام هذا أمر قدري وهذه سهام القدر نافذة "ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة" هنا لا شيء يمكن أن نفهم منه كيف يكون الاستقبال، الاستقبال جاء مباشرة "يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق" أما كانوا كفاراً المفسدون يستقبلون والظالمون يستقبلون والكفار يستقبلون "ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم" استقبال حافل يليق بمقام كفرهم في هذه الدنيا "وذوقوا عذاب الحريق"

نبهني الله وإياكم من ردة الغافلين وحشرني وإياكم في زمرة عباده المتقين فاستغفروه فيا فوز المستغفرين

الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة وجاهد في الله حق جهاده اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى فقد قال لنا "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون"

أما بعد أمة محمد عليه الصلاة والسلام

الصالحون سألوا حسن الخاتمة، ومن سأل الله عز وجل حسن الخاتمة وجب عليه أن يتحرى لأن المسألة لا تتعلق بأن أسأل الله عز وجل حسن الخاتمة مع أني قد أخذت بكل الأسباب المفضية إلى سوء الخاتمة، إن مما يتعلق بحسن الخاتمة لمن سألها أن يلتزم بما كان عليه الصحابة الكرام رضي الله تبارك وتعالى عنهم ومن شذ عنهم شذ في النار لو أن انساناً قد ابتدع بدعات حطم بها دين الله عز وجل أيما تحطيم لو أنه ناهض الصحابة رضي الله تبارك وتعالى عنهم فيما كانوا عليه حيث هم الذين شهدوا التنزيل هم الذين انطلقوا في مشارق الرض ومغاربها ينشرون التوحيد هم الذين وصفهم الله عز وجل في آيات كثيرات يثني بها الله عز وجل عليهم أما قال ربنا جل جلاله "والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم"

أجل يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام إذا كان هؤلاء هم الذين رضي الله عز وجل عنهم، إذا أراد حسن الخاتمة عليه أن يكون على ما كان عليه الصحابة رضي الله تبارك وتعالى عنهم "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين" الصدق أو أن تكون مع الصادقين أمر مهم لحسن الخاتمة، إذا كان مع الفاسدين الكاذبين المنافقين الدجالين الهدامين المعتدين الطغاة الآثمين كيف يسأل الله عز وجل حسن الخاتمة، هو في بيئة مجرمة ومع ذلك يسأل الله عز وجل حسن الخاتمة هيهات يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام

إذا كانت شريعة الله عز وجل أبت على من تاب إلى الله عز وجل أبت عليه أن تقبل توبته إلا إذا فارق الأرض التي دفعته إلى أن يقتل تسعة وتسعين ثم أكملهم مئة، أجل يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام لا بد من أن يحذر كل الحذر مما يفضي إلى سوء الخاتمة ومنها البحث الصادق العميق في آفات النفس، سوء الخاتمة إنما يفضي إليها آفات نفسية، هذه الآفات النفسية ينبغي أن يتحرى كل منا نفسه أفيه مثل هذه الآفات الرحلة قادمة ما طلب منا أن نؤخرها ولا أن نعجلها لأنها قادمة في تأجيل الله عز وجل ولكن طلب منا بحسب ما أعطينا من اختيار وحسن اختيار طلب منا أن نحسن الاختيار أما قال ربنا جل جلاله يخبرنا عما كان من وصية ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون أما سمعتم قول الله عز وجل وقد استحضر يعقوب عليه السلام بنيه أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي لون من ألوان التحري

أمة محمد عليه الصلاة والسلام احد الصالحين كان في سياقة الموت وسئل سؤالاً فإذا به يقول يا بني باب أدقه خمسة وتسعين سنة ها هو ذا الآن يفتح ولا أدري أأبشر بخير أم بغير ذلك فأنا لي الجواب الساعة وسئل آخر في سياقة الموت قيل له أوصنا قال عليكم أن تكونوا مع مراد الله إذا أردتم النصيحة من فم صادق وأصدق النصائح ما كان في سياقة الموت عليكم أن تكونوا مع مراد الله، ما معنى أن تكونوا مع مراد الله؟ منها يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام أراد الله منا أن نبكر إلى صلاة الجمعة ونفوسنا تريد غير مراد الله عز وجل كيف عرفنا أن الله أراد منا أن نبكر لا أن نتأخر عرفنا هذا من حضرة المصطفى عليه الصلاة والسلام الناصح الأمين إذا بكرنا إلى صلاة الجمعة معنى ذلك أننا على مراد الله، إذا صمنا رمضان أننا على مراد الله إذا أخرجنا الزكاة أننا على مراد الله إذا برأنا من الظلم والظلام والظلمة فإننا على مراد الله أما سمعتم قول الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع، أبكيت يوماً من خشية الله عز وجل أيمكن أن يبكي من خشية الله وهو جاهل بالله عز وجل ما يعرف عن الله تبارك وتعالى إلا الاسم والعياذ بالله تبارك وتعالى

هذا كله يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام من الأمور التي ينبغي أن نستحضرها بعدما نرجع إلى البيوت إن شاء الله عز وجل نسأل الله أن لا يتبخر شيء من تلك الحقائق التي هي هامة لكل منا ولا يخرج منا أحد عن هذه الأهمية البحث في ذوات النفس أنحن في طريق الوصول إلى حسن الخاتمة أنحدد يا ترى الطريق إلى الله جل جلاله مع الإخلاص والصدق لنصل إلى رضوان الله تبارك وتعالى

أختم بذلك الأعرابي ولا أطيل آمن بالرسول عليه الصلاة والسلام وقال أهاجر معك يا رسول الله فقبل الرسول عليه الصلاة والسلام هجرته وشارك المصطفى عليه الصلاة والسلام في معركة من المعارك مع أعداء الله مع الوثنية العالمية وجاءت الغنيمة وقسمها عليه الصلاة والسلام وكان هذا الأعرابي يرعى ظهر أناس قد وكل الرسول عليه الصلاة والسلام أمر الأعرابي إليهم من أجل أن يرعوه ويعلموه دين الله جل جلاله رجع الأعرابي عند المساء فأعطي الغنيمة التي هي نصيبه من الغنيمة، قال ما هذا؟ قالوا قسم قسمه لك الرسول عليه الصلاة والسلام، قال ما على هذا اتبعته، أخذ قسمه وذهب إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، قال يا رسول الله ما هذا؟ قال قسم قسمته لك، قال ما على هذا اتبعتك، على ما اتبعتني؟ إتبعتك على أن أرمى بسهم ههنا وأشار إلى حلقه فأقتل فأدخل الجنة، حدد هدفه ومضى إليه يتلمس الطرق التي يمكن بها أن يرمى بذلك السهم، عجيب أمره، أعرابي فهم الحقيقة الكبرى وهي أننا راحلون وهي إما أن نكون في جنة عرضها السموات والأرض وإما أن نكون والعياذ بالله عز وجل في نار وقودها الناس والحجارة فاختر لنفسك ما يحلو لك أن تختاره، ما على هذا اتبعتك، إتبعتك على أن أرمى بسهم ههنا وأشار إلى حلقه فأقتل فأدخل الجنة، قال له عليه الصلاة والسلام إن تصدق الله يصدقك

ومضت أيام وإذا بمعركة يدخلها الأعرابي وإذا به يشار إليه قد قتل، نظر إليه عليه الصلاة والسلام وإذا بالسهم قد وقع في المكان الذي أشار إليه الأعرابي في المكان الذي حدده، وقع السهم وكأنما سأل الله عز وجل وهو يعرض أمره على الرسول عليه الصلاة والسلام أن يصدقه، فقال أهو هو؟ قالوا نعم يا رسول الله، قال صدق الله فصدقه الله، أأنت على هذا المنحى لا أقول في أن ترمى بسهم أسأل الله عز وجل أن يحفظ الحلوق كلها والحلاقيم كلها والرقاب كلها، ولكن أقل ما يقال إذا كان هذا قد ضحى بحلقه ليرمى بسهم أفلا يضحي أحدنا بوقته إقامة لطاعة من طاعات الله، بوقته ليتفقه في دين الله تبارك وتعالى وكفنه عليه الصلاة والسلام في جبته وصلى عليه وكان من جملة ما قال اللهم هذا عبدك آمن بك وبرسولك وهاجر في سبيلك وقاتل واستشهد وأنا شهيد على ذلك فاقبله يا رب

أكثروا من الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الله تبارك وتعالى قد صلى عليه في محكم كتابه بقوله "إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً"، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، وارض اللهم عن الصحابة الخلفاء السادة الحنفاء سادتنا وموالينا أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، إجعلنا اللهم أينما توجهنا متوجهين إليك لا تردنا اللهم عنك إلا إليك

اغفر اللهم لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولمن حضر معنا ولمن غاب عنا منا  واغفر اللهم لمنشئ هذا المكان المبارك ولمن أعان فيه بمعروف ابتغاء وجهك الكريم آمين والحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة والتسليم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وأقم الصلاة.