413 - التسابق في دروب الآخرة
خطبة الجمعة    413 - التسابق في دروب الآخرة
تاريخ الإضافة : 2012-07-23 09:28:45

نص المادة

الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله وصفيه وخليله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة وجاهد في الله حق جهاده اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

عباد الله ! أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وطاعته والإنابة إليه وما توفيقي ولا اعتصامي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب وهو رب العرش العظيم.

الله جل جلاله يقول:"وَمَا قَدَرُوا اللَّـهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿٦٧﴾ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّـهُ ۖ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ ﴿٦٨﴾ وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿٦٩﴾ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴿٧٠﴾"

أما بعد أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم !

فإن الكلمة التي تروج على الألسن إلى مزبلة التاريخ وربما تكتب هذه الكلمة دوراناً على الألسن كلما ألقي بواحد أو جماعة إلى مزبلة التاريخ، فما معنى مزبلة التاريخ؟ ثم على ما يدور حديثنا أمة محمد عليه الصلاة والسلام؟ عن الاختبارات التي يخوضها أبناؤنا تلك التي يمكن أن نطلق عليها على أنها لون من ألوان التسابق في الخير في البناء في التعلم في التحصيل من أجل أن يهيأ أبناؤنا ليأخذوا دورهم في بناء الحياة

والاختبارات هذه أمة محمد عليه الصلاة والسلام هي فترات آنية يمر بها الإنسان ليتخرج إلى المدرسة الكبرى مدرسة الحياة ، ومدرسة الحياة هي الاختبار الأكبر، هي ميدان الاستباق الحقيقي ، إذا كانت اختبارات أبنائنا أمة محمد عليه الصلاة والسلام تنيل أبناءنا درجات من التحصيل تبنى فوق درجات حتى يصل الأمر إلى منتهاه ، فإن قضية مضمار الحياة قضية خطيرة خطيرة يكفي أن نقول فيها إذا كان الأبناء يدخلون الاختبارات على مرادهم فإن المضمار الأوسع مضمار السباق فوق هذه الأرض إنما السير فيه على سبيل الإجبار"يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ ﴿٦﴾" إذا كانت الاختبارات التي يخوضها أبناؤنا تأتي في سنوات التحصيل فإن المضمار الأوسع يتمثل في أنك يا ابن آدم تدخل مضمار التسابق حيث تدخل التكليف فإذا ما دخلت في سن التكليف وتعلقت بك شريعة الله عز وجل لتصوغ حياتك، فمتى ينتهي هذا؟ ينتهي كما قال ربنا يخاطب المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم "وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴿٩٩﴾" فإذا ما جاء الموت هل ينتهي أمر هذا الإنسان ؟ لا أمة محمد عليه الصلاة والسلام ،مما هو معلوم أن تذاع نتائج الاختبارات بعد الانتهاء منها وتصويب الأجوبة ،أما ههنا فنحن أمام أوراق الحياة أمام أوراق الأيام والليالي أمام أوراق الأنفاس أمام أوراق الأوقات التي نجد أنفسنا فيها ، هناك وقائع ، هناك مواقف ، هناك مقتضيات هناك كلام هناك فعل هناك تصرف هناك سلوك ،هذه كلها أول نتيجة لها تعلن حينما يدخل عالم البرزخ ، فإذا به إن كان من أولئك الذين ساروا في المضمار الصحيح الذي يفضي إلى رضوان الله عز وجل فحفرته ستكون روضة من رياض الجنة ، وإلا فهي حفرة من حفر النار، وإن كانت حفرته من حفر النار فهو فوق هذه الأرض إنما يحال إلى مزبلة التاريخ !!

وحينما يقال " مزبلة " ينبغي عليك أن تسد أنفك لئلا يؤذيك ذلك الريح ، آثار النتن نتن السلوك والتصور والأخلاق والقيم ، ذلك أن هؤلاء الذين يحالون إلى مزبلة التاريخ كانوا طغاة باغين فجرة كذبة مزورين كانوا شؤماً على الحياة ! وما أدري كيف أطاقت الأرض أن يتحركوا فوقها " تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا" هذا جراء غضبها ممن افترى على الله تعالى ، ، أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم تكاد هذه المخلوقات الضخمة تتفجر حينما تسمع الشرك بالله تبارك وتعالى وتكاد الأرض تنشق كذلك بهذه المثابة وتكاد الجبال تخر ألماً ، كبد الجبل يتفتت إن سمع الشرك بالله تبارك وتعالى 

جاء عنه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ونحن بين يدي الحديث الذي فيه مضمار، مضمار السباق نحن في سباق أمة محمد عليه الصلاة والسلام أنفاسنا معدودة كلامنا مسطور علينا ، أفعالنا مشهودة ! يقول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم " ثم يخرج الدجال في أمتي فيمكث فيهم أربعين ، فيبعث عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام فيطلبه فيهلكه ، ويمكث الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة ثم يرسل الله تبارك وتعالى من قبل الشام ريحاً باردة لا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من ايمان إلا قبضته حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلته وراءه قبضته فيه، فيبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع لا ينكرون منكراً ولا يعرفون معروفاً وهم في ذلك دار رزقهم حسن معيشتهم ، فيتمثل لهم الشيطان فيقول ألا تستجيبون؟ فيقول بم تأمرنا ؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان ، فيعبدونها ثم ينفخ في الصور فلا يبقى أحد إلا أصغى ليتا ورفع ليتا وأول من يصعق رجل يلوط حوض إبله فيصعق ويصعق الناس، ثم يرسل الله عز وجل ماء كالطل من السماء فينبت به الأجساد ثم ينفخ في الصور فإذا هم قيام ينظرون وقيل أيها الناس هلم إلى ربكم وقفوهم إنهم مسؤولون ثم يقال أخرجوا بعث النار، من كم يا رب؟ من كل ألف تسعمئة وتسعة وتسعون إلى النار فذلك يوم يجعل الولدان شيبا ويوم يكشف فيه عن ساق أو كما قال عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم

وترسل الأمانة والرحم فتقومان على جنبتي الصراط ثم يأخذ الناس بالمرور فمنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كالطير ومنهم من يمر كالراكض من الرجال إلى أن تتقاعس بهم أعمالهم ونبيكم عليه الصلاة والسلام عند الصراط يقول يا رب سلم سلم حتى تعجز الأعمال فيكون هناك رجل لا يقدر على السعي إلا زحفا وعلى جنبتي الصراط كلابيب مأمورة أن تأخذ من أمرت بأخذه فمنهم مخدوش مسلم ومخدوش في النار أو كما قال عليه الصلاة والسلام

رحلة الوجود هذه أمة محمد عليه الصلاة والسلام يرسم معالمها الكبرى وخطوطها الحبيب الذي لا ينطق عن الهوى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم نحن في مضمار سباق في ميادين تنافس منهم من يتنافس في الشر أيهم أشر من الآخر أيهم أفتك بالناس بالآخر أيهم أشد إفساداً من الناس في الآخر ومنهم من يتنافس في الخير يا أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم

والعاقل هو الذي فهم عن الله عز وجل وتلقى وحي الله عز وجل من حيث أسسه، أسسه الاعتقادية توحيد الربوبية يقول لا إله إلا الله ولا رب سوى الله تبارك وتعالى الايمان بالرسالة التي جاء بها عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم الايمان بلقاء الله عز وجل والوقوف غداً بين يديه سبحانه وتعالى في ساحة العرض على الله جل جلاله كيف يكون موقف اولئك الذين غفلوا في هذه الدار الدنيا أمة محمد عليه الصلاة والسلام

لحظة يا صاحبي إن تغفل              ألف ميل زاد بعد المنزل

لحظة يا صاحبي إن تغفل              ألف ميل زاد بعد المنزل

رام ينقش الشوك حينا وإذا بالركب الذي لاح له من بعيد يخفى عن ناظريه

رام ينقش الشوك حينا رجل             فاختفى عن ناظريه المحمل

هذا البيت يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام يحكي قصة السباق فوق هذه الأرض والحضور واليقظة والغفلة ! رجل كان في البيداء تائه لا يدري جهة من الجهات وكان حافي القدمين كاد أن يهلك ، وفجأة إذا به تلوح له قافلة فيها الرجاء كل الرجاء فيها النجاة كل النجاة فركض وراءها لكن الشوك قد ملأ قدميه فوقف لينقش الشوك من رجله ينزع الشوك من أجل أن يتابع انشغل بنزع الشوك ثم بعد ما انتهى التفت فإذا بالمحمل أي تلك القافلة قد اختفت عن ناظريه فعاد إلى الهلكة مرة ثانية

الغافلون في دروب هذه الحياة يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام الذين لم يركضوا قافلة النجاة الصحابة الكرام والتابعين رضي الله تبارك وتعالى عنهم أجمعين لم يركضوا ركب الرسل عليهم الصلاة والسلام ذلك الركب الذي أخبرنا الله عز وجل عنه وما قص علينا من حياة نبي من الأنبياء إلا من أجل أن نتمثل حياته ذلك أن حيواتهم كانت في القمة يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام صلاح وتقوى وبناء وخير ومودة ومحبة وأنس وإنسانية وقيم ربانية وإخبات لله جل جلاله !

وهناك يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام في كتاب الله تبارك وتعالى أناس قد أخفى الله عز وجل عنا أسماءهم ، لم يعلن عن أسمائهم كما أعلن عن أسماء الرسل عليهم الصلاة والسلام ، لكن كان لهم أدوار رائعة رائعة في صبغ هذا الوجود بأروع صبغة وهي صبغة التوحيد والإخبات لله والتعلق بالله جل جلاله ، والبناء لا الهدم يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام

ميمون بن مهران رحمه الله تبارك وتعالى يقول لا يكون المؤمن تقياً حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه ، وقد قالوا النفس شريك خوان إذا ما أغفلت أمره وأغفلت محاسبته ذهب بكل مالك، وقال الحسن البصري رضي الله تبارك وتعالى عنه لا تجد المؤمن إلا محاسباً لنفسه يسألها باستمرار: ما أردت أن تتكلمي ما أردت أن تأكلي ما أردت أن تشربي، ويقول مالك بن دينار ما أروع المؤمن وهو يقبل على نفسه يقول لها ألست صاحبة كذا وكذا، ألست صاحبة كذا وكذا ثم يذمها ويخطمها ويلزمها كتاب الله عز وجل فيكون كتاب الله عز وجل لها قائدا، هذه أوضاع يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام ربانية ، وتوجيهات، هذه بصائر!

المسلم دائم اليقظة لا يغفل إلا فيما لا بد منه من حيث تكوينه البشري أما الأصل فهو دائم التوجه إلى الله جل جلاله، اللحظة عنده نفيسة ذلك أنه يشعر بأن الفرس الحقيقي إذا ما انشغل بلجامه أو إذا ما انشغل بطعامه معنى ذلك أنه فاته السبق، وقد ورد في الأثار" حاز قصب السبق " معنى ذلك أنهم كانوا يتراكضون في الميادين ويضعون في آخر المضمار قصبة والفارس الذي يحوز القصبة هو الفارس السباق ! من وصل إليها أولاً فأخذها يقال حاز قصب السبق، أفنحوز يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام قصب السبق؟ ينبغي أن نتعرف إلى ما قصب السبق؟ ينبغي أن نتعرف منطلق الانطلاق، بل ينبغي أن نتعرف إلى المنتهى الذي سننتهي عنده

ومن هنا وجدنا من أنفسنا يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام أن الهمة العالية هي التي تتعلق بمعالي الأمور، أليست همة عالية تلك التي تتعلق برضوان الله عز وجل تبتغي أن تحقق محبة الله ومنهج الله تبارك وتعالى

يذكر ابن الجوزي وهو من هو يكفي فيه أنه قال قد كتبت بأصبعي ألفي مجلد وقد تاب على يدي مئة ألف عاص وقد أسلم على يدي عشرون ألفاً من اليهود والنصارى وإذا قلت إني قد قرأت أكثر من عشرين ألف مجلد فإني قرأت أكثر وأنا ما زلت في طلب القراءة والتحصيل هو الذي قال عنه المؤرخون إن براية قلمه الذي كان يكتب به جمعت البرايات ثم أوصى أن يسخن بها الماء الذي يغسل به بعد موته وقد فعل ذلك فسخن الماء ببرايات قلمه رحمه الله تبارك وتعالى، ما الذي يقول ابن الجوزي يا أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم في إطار ما نحن فيه؟

يقول : فأرة رأت جملاً فتعلقت به فأخذت بخطامه فانساق معها ولما بلغت به بيتها نظر الجمل إلى بيت الفأرة التي جرته وانجر معها فرآه لا يصلح له فقال بلسان حاله أيتها الفأرة إما أن تغيري بيتك ليكون أهلاً لمن أحببت أو أن تغيري محبوبك ليكون أليق ببيتك، المعنى والمغزى يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام أننا إذا ما ارتفعت همتنا فتعلقت بالله جل جلاله هنا يتحقق عزنا وكرامتنا وقوتنا هنا سندوس بإذن الله عز وجل على أولئك الذين سيحولون إلى مزبلة التاريخ أجل يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام

في بستان العارفين ذكر أن رجلاً رأى رؤيا، رأى كائناً مغولاً ورأى غزالاً يركض ركضاً وراءه، والغزال يغذ الركض لكن الرجل ما تمكن من الوصول إلى الغزال، فإذا بهذا الكائن يمد يده إلى ذلك الرجل فإذا به ميت وإذا برجل آخر يظهر ليلحق بالغزال وهكذا دواليك حتى قتل هذا الكائن المغول قرابة مئة من الرجال الذين لحقوا بالغزال وبقي الغزال لم يتمكن واحد منهم من أن يمسك به فوقف فقال عجباً من العجب ما أرى !! فالتفت هذا الكائن قال : لم العجب؟ أتعرف من أنا؟ أتعرف ما هذا؟ وأشار إلى الغزال؟ قال: لا ، قال: أنا الموت، وهذا الغزال إنما هو الدنيا وما قتلتهم كلهم يركضون وراءه، ما حصله أحد منهم ! يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام ... فرعون نكسه الله تبارك وتعالى ، نمرود نكسه الله تبارك وتعالى، أبو جهل نكسه الله تبارك وتعالى، سواء كانت النماريد في الماضي أم في الحاضر ذلك أن شنشنة هؤلاء تتمثل في أنهم طغاة بغاة قتلة فجرة كذبة منافقون أجل يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام يركضون وراء الغزال ثم يقتلهم ملك الموت ثم يرحلون، كيف يكون الاستقبال هناك يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام؟

آيات قليلة رسمت لنا الخطة كاملة وكلام الله حق وصدق يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام، طويت الأرض التي نحن عليها لم تبق أرض من أجل أن يتحرك عليها المتسابقون، ثم ظهر أولئك الذين فرطوا في حق الله عز وجل ثم جاء الاستقبال لأولئك الذين نشطوا في التوجه إلى الله جل جلاله " كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا ﴿٢١﴾ وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ﴿٢٢﴾ وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ۚ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّىٰ لَهُ الذِّكْرَىٰ ﴿٢٣﴾ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ﴿٢٤﴾ " غفل عن عمره يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام، ووظف عمره في الشر والإفساد فوق هذه الأرض ، والكارثة ها هنا أن من انطمست بصيرته يرى الصلاح فسادا ويرى الفساد صلاحا، ويرى الحق باطلا ويرى العدل جورا ويرى الجور عدلا، يرى الالتزام بمنهج الله عز وجل رجعية وضلالية ويرى التخلي عن شرع الله عز وجل تنوراً وتأنقاً وتقدماً، تقدم !!! أجل ، لكن إلى حيث يقال " خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ﴿٣٠﴾ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ﴿٣١﴾ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ ﴿٣٢﴾ إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ الْعَظِيمِ ﴿٣٣﴾ " أيبقى إيمان يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام ولو لهج به اللسان إذا ما قام قائم ليقول إن منهج الله عز وجل ظلام ورجعية وانطواء على الذات وتقوقع وتحجر " يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ﴿٢٤﴾ "

مر معنا أن المنافقين قد ذكرهم الله عز وجل بأوصاف ولعل من أبرز أوصافهم " وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ﴿١١﴾ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـٰكِن لَّا يَشْعُرُونَ ﴿١٢﴾" بل مر معنا ما يتعلق بأولئك الذين انطمست بصائرهم بالشهوات، الشهوات الحرام وكل الشهوات كفيلة بأن تطمس البصائر شهوة السلطان والجاه والتسلط والهيمنة والكلبنة والجحشنة كلها شهوات يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام فاجرة

مر معنا "قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ﴿٥٦﴾ " نعم قال قوم لوط ، قالوا عن أولئك الذين آمنوا بالله عز وجل وتطهروا من رجس النجاسات الشهوية "إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ" هي جريمة يراها قوم لوط يا أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم

بل مر معنا يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام ونحن حينما نذكر هذه اللفتات أو تلك اللقطات نريد أن نتعرف إلى مواقع أقدامنا فوق هذه الأرض هناك منحرفون فوق هذه الأرض وهناك صالحون فوق هذه الأرض وأنت عليك أن تكون مع أولئك الذين تحركوا بالصلاح الحقيقي يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام

فرعون قال للملأ الفاجر المحيط به الملأ المساند لسلطانه وكرسيه قال  " ذروني أقتل موسى وليدع ربه " ربما سمعنا هذا فيما كتب أو فيما سجل يقول الفاجر أدع الله ليخلصك من بين يدي !! فاجر ابن فاجر شنشنة عرفناها من أخزم كما جاء في المثل ، تلك السنة التي أخبر عنها الرسول عليه الصلاة والسلام حيث قال : " إنه كان فيمن قبلكم يؤتى برجل فيحفر له حفرة فيوضع فيها ويوضع المنشار فوق رأسه فينشر نصفين " ماذا تريدون منه قبل أن تنشروه ؟ يريدون أن يكفر كما كفروا ويفجر كما فجروا أمة محمد عليه الصلاة والسلام " ذروني أقتل موسى وليدع ربه " ثم علل ذلك هو خطيب مفوه يتمكن من عرض رأيه قال : " إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد " الأولى نحن معك فيها " إني أخاف أن يبدل دينكم " أتدرون ما دينهم؟ هو ربهم المدعى المزعوم يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام، فرعون رب ! وما مؤهلات الربوبية فيه؟ أيأكل أيشرب أيزنق فإذا به يلجأ إلى المراحيض أينام أيشخر أيجهل أهو ابن الحائض أمه ؟؟ أجل يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام أما أن يقول فرعون " أو يظهر في الأرض الفساد " والله ما ندري ما يقصده بالفساد ههنا، أهناك فساد غير الفساد الذي أحدثه فرعون في المجتمع حيث قسمه أو أراد أن يقسمه حيث فرقه أو أراد أن يفرقه حيث قتل من قتل منه ، عجيب قوله "  أو أن يظهر في الأرض الفساد "  !

صفات الربوبية المزعزمة إنما ألصقها بذاته جراء الكرسي الذي حكم عليه طويلاً، حيث حكم فأمر فنفذ أمره ونهى فانتهى من نهاه عما نهاه مع ذلك إنه كان كنمرود "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّـهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ" الكرسي وحده هو الذي أسكره يا أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم

المقداد بن عمرونموذج رباني للتربية الإسلامية الربانية الحقيقية ! المقداد ابن عمرو من شجعان هذه الأمة، من أبطال هذه الأمة أرسله عليه الصلاة والسلام في بعثه ثم رجع والطبيب الحكيم المربي الرائع الرسول عليه الصلاة والسلام قال له يا مقداد! كيف تجد نفسك؟ بعثه بعثة أمّره فيها على مجموعة ، قال له كيف وجدت نفسك؟ فقال يا رسول الله ما زالت في نفسي حتى ظننت أن من حولي خول لي أي : عبيد!! ما زالت نفسه تنتفخ ! روعته أنه رصد هذا يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام لو فرضنا أنه أمر على عشرين فكيف إذا أمر على مليون من التافهين الصامتين الخرس الطرش العمي

أمة محمد عليه الصلاة والسلام !

لو أن المقداد اكتفى بهذا حيث رصد حالته النفسية رصداً رائعاً حتى ظننت أن من حولي خول لي ، وايم الله لا أعمل على رجلين بحياتي، لا يعمل على رجلين بحياته، وكانت له أدوار يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام في الجهاد في سبيل الله تبارك وتعالى .

إذن التربية الربانية التي توقف الإنسان أمام ذاته لحظة فلحظة تكويها كياً إذا ما أرادت أن تشمخر بأنفها !

أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم !

نحن في سباق إلى الآخرة والميادين كثيرة قراءة القرآن الكريم من ميادين السباق العمل في القرآن من ميادين السباق التعرف إلى السنة من ميادين السباق الالتزام بالفرائض يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام من ميادين السباق الوقوف في وجه المنكر من ميادين السباق أن تقول للظالم أنت ظالم من ميادين السباق أن تحنو على الضعيف أن ترحم اليتيم أن تعطف على الأرملة هذا كله من ميادين السباق، ونحمد الله على أن كل حركة في هذا الوجود يمكن أن تحول إلى ميادين بها نرصد ونتنافس ، أما قال ربنا وقد دعانا إلى هذا "وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ"، أما قال "وَأَطِيعُوا اللَّـهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿١٣٢﴾ "، "وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴿١٣٣﴾ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّـهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿١٣٤﴾ " حتى الذنب أذا ما أذنبته وتبت منه إلى الله تبارك وتعالى فإن هذا- أعني التوبة- من ميادين التنافس " وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴿٢٦﴾ " 

حيث نتنافس يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام ما الذي يكون هناك بعدما تنافسنا ولا نتنافس إلا إذا ما حددنا البدايات التي ننطلق منها "مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا ﴿١٨﴾ وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَـٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا ﴿١٩﴾" أسمعتم شكر السعي أجل يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام "وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا ﴿٢١﴾ إِنَّ هَـٰذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورًا ﴿٢٢﴾"

إذا لم تفكر في هذا المصير يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام معنى ذلك أن الخسارة كبيرة كبيرة

ومن هنا وجدنا أنفسنا أمام معلم إنما نقف عند جوانبه الرئيسة من أجل أن نتعرف إلى أولئك الذين يعتبرون من الجنود المجهولين الذين كانت لهم بصمة رائعة في وجه الحياة :

السلطان محمود يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام جاءته رسالة بأن صنماً كبيراً في بلاد الهند يعبد دون الله وتجمع فيه أموال كثيرة إنما يبتلعها السدنة هناك صنم كبير وحوله سدنة وهم يبلعون الأموال كلها تلك التي يستقطبها ذلك الصنم، مباشرة أعد جيشاً قرابة ثلاثين ألفاً لأنه قدر أن هناك معركة ضارية سوف تدوربينه وبين الصنم الكبير والسدنة وتوجه لما بلغ المكان وجد الصنم وقرر أن يكسره توقف السدنة فقالوا له : دعوا الصنم ونعطيكم من المال ما تريدون شاركونا بالحكم شاركونا بالموقع نعطيكم الأموال التي تحتاجون إليها ويظهر أن واحداً من ضعفاء النفوس كان مع السلطان محمود فقال له يا أيها السلطان لم لا نأخذ المال وندع هذا الصنم لهم ولا نحاسب على شركهم بعدما وقفنا موقف الناصح الأمين لهم فنظر وقال سأستخير الله عز وجل واستخار الله وعند الصباح صدر القرار بكسر الصنم أتدرون ما التعليل ؟ قال إذا عرضت على الله يوم القيامة وقال لي يا محمود يا من كسرت الصنم أحب إلي من أن يقال لي يا محمود يا من أخذ من المال فترك الصنم يعبد دون الله جل جلاله

نبهني الله وإياكم من رقدة الغافلين وحشرني وإياكم في زمرة عباده المتقين فاستغفروه فيا فوز المستغفرين

الحمد لله ثم الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وطاعته والإنابة إليه فإنه قال لنا "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴿١٠٢﴾"

أما بعد أمة محمد عليه الصلاة والسلام !

نحن ذكرنا أن الآيات القرآنية قد بينت لنا وقوع الأخرة "كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا ﴿٢١﴾ " وبينت لنا ساحة العرض على الله  عز وجل "وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ﴿٢٢﴾" يحشر الأولون والأخرون في ساحة العرض على الله عز وجل أيغفل يا ترى عن مخلوق من المخلوقين خاصة أولئك الطغاة البغاة المجرمين الأفاكين الذين يهدمون الحياة ويقتلون الأحياء والحياة معاً

لا يغفل عن أحد يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام "إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَـٰنِ عَبْدًا ﴿٩٣﴾ لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا ﴿٩٤﴾ وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا ﴿٩٥﴾" ليس هناك سدنة يحيطون بالصنم يا أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم

بقي كيفية الاستقبال أتريد أن تكون من أولئك الذين يستقبلون بـ "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ﴿٢٧﴾ ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً ﴿٢٨﴾ فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ﴿٢٩﴾ وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴿٣٠﴾ "  إي والله يا أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم نريد نحب نعمل طاقاتنا من أجل أن نقبل على الله ويقبل الله عز وجل علينا والإقبال على الله يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام يحتاج إلى لون مراقبة ومحاسبة يقول العلماء إني لأعجب من أولئك الذين يحترزون من رشاش البول ولا يحترزون من الغيبة وهي كبيرة من الكبائر وإني لأعجب من أولئك الذين يرسلون من الصدقات وهم لا يتحرجون من المعاملات الربوية وأعجب من أولئك الذين يحرصون على بعض النوافل مع تضييع الفرائض يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام

إذا ما أتيت المسجد الأقصى لتصلي فيه فأنت في طاعة ولكن أليس الرسول عليه الصلاة والسلام قال سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى سلطان جائر فأمره فنهاه أم أنك ما سمعت بهذا أنت تأخذ ما تحب بما يتفق مع النفس والظهورومع ذلك تترك التكاليف الكبرى خاصة لمن أقامه الله عز وجل في مقام له كلمة مسموعة ينبغي أن تقال من هنا التوجه إلى الله جل جلاله هو توجه قلوب في البداية والأعمال بالنيات يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام

عبد الله بن ثابت توفي وكان قد أعد جهازه للخروج مع الرسول عليه الصلاة والسلام فلما مات، ابنته قالت وهي التي رباها القرآن والسنة قالت يا أبتاه والله كنت أرجو أن تموت شهيدا بعدما أعددت جهازك أجل البنت تخاطب أباها أنها كانت ترجو أن يموت شهيدا هو ما مات شهيدا مات في بيته لم لأن المنية قد عاجلته أو قل إن الأجل قد انتهى كان قد أعد العدة للخروج فقررعليه الصلاة والسلام فقال إن الله عز وجل أوقع أجره على قدر نيته، إن الله أوقع أجره على قدر نيته أما كان يريد أن يخرج إلى الجهاد في سبيل الله عز وجل بل إن السنة المطهرة لما أخبرتنا عن الدجال شحنت نفوسنا لنقف في وجه الدجل يا أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وأن نقف في وجه كل مقدماته إنها تتقدم بين يدي الدجال الأكبر لم لأن هذه نية أراد شرع الله عز وجل أن يملأ فيها القلوب فإذا ما امتلأت الصدوركراهية الدجل معنى ذلك أنه هيهات للدجال أن يكون لها أو له عيشة فيها

أكثروا من الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الله تبارك وتعالى قد صلى عليه في محكم كتابه بقوله "إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴿٥٦﴾"، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، وارض اللهم عن الصحابة الخلفاء السادة الحنفاء سادتنا وموالينا أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

ربنا اجعلنا أينما توجهنا متوجهين إليك لا تردنا اللهم عنك إلا إليك، اللهم ربنا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم والفوز بالجنة والنجاة من النار لا تدع لنا ذنباً في هذه الساعة المباركة إلا غفرته ولا هماً إلا فرجته ولا غماً إلا كشفته ولا غماً إلا كشفته ولا غماً إلا كشفته ولا مريضاً إلا شفيته ولا عاصياً إلا هديته، ولا غائباً إلا سلمته ورددته، ولا سجيناً في سبيلك إلا أطلقته، ولا سجيناً في سبيلك إلا أطلقته، ولا طاغية إلا نسفته ولا معتدياً إلا قصمته، اللهم ربنا إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم، اللهم يا ربنا أرنا فيهم عجائب قدرتك، اللهم يا ربنا كن لنا ولا تكن علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا، وادفع عنا ولا تدفعنا، اللهم يا ربنا بغى البغاة وقد عثوا في بغيهم وليس لهم إلا أنت يا رب العالمين، اللهم يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك فنهلك

اغفر اللهم لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولمن حضر معنا ولمن غاب عنا منا ولمنشئ هذا المكان المبارك ولمن أعان  فيه بمعروف ابتغاء وجهك الكريم آمين والحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة والتسليم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وأقم الصلاة