هل الفقر سنة من سنن الله في الكون أي لا بد هناك من وجود...
تاريخ الإضافة : 2014-06-05 11:18:13
هل الفقر سنة من سنن الله في الكون أي لا بد هناك من وجود فقير أم هو نتيجة ظلم العباد لبعضهم؟

هناك مجموعة من الحقائق ، إذا اتضحت جاء الجواب أقرب إلى الأذهان !

 - لا يخرج ذرة في هذا الوجود عن كونه قضاء وقدرا

 - القضاء والقدر يرجع إلى أن المخلوق قد تعلقت به قدرة الله خلقا ، وقد خصصه الله من الأزل بإرادته ، على وفق علمه ، فالمخلوق يدل على قدرة الله وإرادته ، أي : أراده الله من الأزل ، وقد أحاط به علما !

 - القضاء والقدر لا يلغي الاختيار الذي منحه الله الإنسان ، قال تعالى " وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " وقد ربط اختيار الإيمان والكفر بمشيئة الإنسان !

 - وعلى هذا لا يصح أن يقال عن أي شيء أهو قضاء وقدر أو ليس بقضاء وقدر ؟! فمن سأل هذا السؤال دل بسؤاله على أنه يرى القضاء والقدر مجبرا ! وهذا فهم لا نصيب له من الصواب ، إذ كل شيء بقضاء وقدر ، وهما ليسا مجبرين ، لأن الإنسان حين يقول أو يفعل ينطلق من اختياره ، ولا يعلم قبل الفعل أو القول أن الله قد قضاه عليه ، أو لم يقضه ، فمحل القضاء القلب ، إيمانا به ، فالمؤمن يعلم أنه لا يكون في الكون إلا ما أراده الله ، وما أراده غيب ، وقد دل الحديث " من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين " على أن من سلك سبيل الفقه دل سلوكه على أن الله قد أراد به خيرا من الأزل ، ومعلوم أن من تفقه إنما يتفقه برغبة منه  ! !

- الفقر لا يخرج عن هذا ، وإنما يرجع إلى مجموعة من العوامل من مثل : أخوان ، أحدهما جد واجتهد ، ونال المراتب ، والآخر اخلد إلى الراحة ، فجاء دخل الأول أعلى ثمرة لجهده ، فكلاهما قد اختار ، وترتب على اختيار غنى أو فقر ، وهذه النتيجة جاءت من الكسب الذي يرجع إلى إرادة الاثنين ، وهي كذلك من القضاء والقدر !

- ويدخل في هذا ظلم بعضهم لبعض ، وينتج عنه منع الظالم حق المظلوم ، وإدخاله بهذا الظلم في دائرة " العوز" فهو من الكسب المبتنى على الاختيار ، ومن القضاء ، أي: علم الله ذلك من الأزل وأراده أرادة كونيه و ..!

- فمن ترك العمل ، ورغب في الكسل ، أتت نتيجته من الغنى بحسب ما اختار، ومن ترك الأرض التي ملكها دون فلاحة وبذر حصد الهواء ! وهذا في ميدان الكسب والاكتساب ، ولا يخرج ذرة منه عن كونه من القضاء والقدر !

 - يتبين من هذا أن كل شيء بقضاء وقدر !

- وأن ذلك لا يلغي اختيار الإنسان بحال ، فلا يجبر الله أحدا على أن يكون فقيرا !

- كذلك مسالة المنع والعطاء تتصل بهذه المسالة ، على أن المنع لاختبار الصبر ، والعطاء لاختبار الشكر ، وقد ربطت الشريعة العطاء في غالب الأحوال " بالسعي والتسبب " فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه "!